بقلم/ حسن بن مانع آل عمير
اعتاد البعض على تعكير مزاج من يعيشون حوله بقضية إلزامية السفر الخارجي خلال إجازة الصيف . نعم السفر ممتع ويعرض الشخص لثقافات مختلفة وتجارب متنوعة تعود عليه وعلى مستقبله بالخير ، ولكن ليس بالضرورة أن نربط راحتنا وسعادتنا واستقرارنا بمسألة السفر الخارجي.
السخرية من صديقك الذي لم يسافر خارج المملكة واتهامه بالرجعية والتخلف وأنه قد أضاع فرصاً كثيرة على نفسه أمر غير مقبول ويعد تدخل في خصوصيات الآخرين بالسوء.
البعض يسافر حتى يعود بقصص بعضها وهمية يغيض بها الآخرين ويشوه المتعة التي يستمتعون بها مع أسرهم وأقاربهم ومجتمعهم الرائع. الحياة ليست كلها سفر خارجي ومطارات وفنادق ومطاعم ومغامرات، هناك أمور كثيرة يستطيع أن يفعلها الإنسان في مدينته أو قريته. هناك متع عديدة في هذه الحياة ولكنها تحتاج أن يفكر كل منا في الأمور التي تدخل السرور والسعادة والراحة إلى نفسه وتجلب له الابتسامة والرضا.
أن يربط المرء شعوره بالفرح فقط حينما يغادر صالة المغادرين أو أثناء سماع دعاء السفر أو طلب المضيفة من المسافرين بربط أحزمة المقاعد يعد أمر غير صحي ويقود الشخص لنظرة سلبية عالية تجاه حياته وإلى عدم الرضا بالموجود من النعم التي منحه الله عز وجل وتتطلب الحمد والشكر.
هناك سيدات تسببن في مشاكل أسرية كبيرة لصديقاتهن وقريباتهن حينما يشعرونهن بالحسرة على أنهن لم يسافرن خارج المملكة.
ليستمتع كل شخص بسفره مع أفراد أسرته أو أصدقائه دون نشر السلبية على من حوله وتعكير مزاجهم بأن السفر الخارجي أمر إلزامي لابد منه. لنجعل حياتنا سعادة وأوقاتنا بهجة ومحيطنا الصغير جنة ننعم بها ليل نهار.
مع الصحة والسلامة والأمن والأمان يصبح خبز البر وصحن السمن والعسل في قريتي الجميلة شوحط أفضل من أطباق اللازانيا وقطع البلاك فوريست في فيرمونت لو منترو على بحيرة جنيڤ.
سافرت أكثر من ٢٢ دولة في حياتي وتخصصي في مجال التطوير والتدريب يتطلب مني السفر بشكل مستمر ولكني أكتبها بصدق أن مروري بقرية العزيزة والسودة أو جلوسي مع أصدقائي على ضفاف سد تندحة أو تناول الحنيذ في مندر العوص أجمل وأروع من شاليهات ميامي وفنادق سدني. بارك الله لنا جميعا في صحتنا وأسرنا وأوقاتنا وحفظ لنا وطننا المبارك المملكة العربية السعودية.