بقلم / حسن بن مانع آل عمير
سأل الله لوالدي المغفرة والرحمة والفردوس الأعلى من الجنة وتحدثنا في مواضيع مختلفة ، شكرته وقدرت له الاتصال، اختتم المكالمة بسؤال أزعجني كثيرا حين قال: كيف العجوز؟!!
فأخبرته بأن أمي بخير وصحة وعافية والحمد لله، ولكن الظروف الصحية لدى كثير من كبار السن ليست على ما يرام وهذه سنة الحياة قوة ثم ضعف. سألته عن صحة والديه ثم قلت في إحدى ليالي الصيف الرائعة نريد أن نجمع والدتك بوالدتي فلا يوجد أجمل من لقاء الأمهات.
يضايقني من يستخدم مفردات ( الشايب والعجوز ) سواء كان متصل أو مرسل. قولك والدي أو أبي أرقى وألطف وأقرب للبر من مفردة الشايب! حين تقول أمي أو والدتي فإنك تقترب من قلبها أكثر وتبتعد عن عبارات القسوة والجفاف العاطفي والعقوق الغير مباشر التي تبدأ ( بعجوز أو العجيز أو الكهلة!! ).
التلطف وحسن اختيارات الكلمات والعبارات والإنصات من أهم أنواع وصور البر .
إن بر الوالدين من أعظم شعائر الدين. أمر به ربنا عز وجل
حين يقول تعالى ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ) كما قرن شكره سبحانه بشكرهما في قوله: ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ).
وقد حثنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على بر الوالدين، عن عبد الله بن مسعود قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أحب إلى الله عز وجل؟ قال: الصلاة على وقتها قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين.
البعض اذا قابل الناس فإنه ينتقي مفرداته وعباراته ويحرص على استخدام الأجمل والأقرب للقلوب وهذا أمر رائع، ولكن أكبر المشاكل أن يتحقق اللطف والسماحة مع الآخرين ولا يجد الأب والأم إلا مفردات باردة جافة تدل على عدم الاهتمام وسوء الأدب.
أطلب من نفسي أولا ثم من كل من يقرأ هذا المقال أن نتوقف عن استخدام مفردات الشايب والعجوز وأن نلغيها من قاموس الكلمات التي نستخدمها.
من أهم الأدوار التي يجب أن نركز عليها ولها تأثير كبير على الوالدين دور المتحدث الإيجابي بكل أدب واحترام ثم الإنصات لقصصهم الجميلة وتاريخهم الرائع الذي يحمل الحكمة والتجارب التي تستحق أن يُستفاد منها.
اذا قال أحدهم لك ( كيف العجوز ؟ ) فقل مباشرة إنها أمي وليست العجوز.