بقلم / حسن بن مانع آل عمير
انتهت مراسم العزاء وحضر مئات البشر من منطقة عسير ومن خارجها الذين شاركوا في تقديم واجب العزاء في رجل الشهامة والإبتسامة والكرم والإحسان والخلق الرفيع العم عبدالله بن محمد آل عامر.
حزن الجميع على فراقه واستبشر الجميع بحسن خاتمته. غادر الحياة وهو ساجد بين يدي ربه عز وجل.
عاش ما يقرب من ١٠٠ عام وهو قريب من قلوب الجميع، كانت المحبة وحسن الظن بالآخرين واللطف قيم سكن من خلالها حياة كل من حوله.
في أكثر من مناسبة خلال الأيام الماضية استغرق الناس جزء كبير من احاديثهم يسردون مواقف هذا الرجل المبارك، تحدثوا عن إحسانه في جوانب الخير ومساهمته في الجوانب الإجتماعية وكرمه واستضافته للجميع في مدينة تبوك تلك المدينة التي قضى فيها جزء كبير من حياته.
لم تكن مدينة تبوك تعرف الفنادق والشقق المفروشة في الماضي كبقية مدن المملكة، لذا كان منزل أبو عامر غفر الله له ولجميع موتى المسلمين وجهة من تعين في القطاع العسكري أو المدني من أبناء عسير. يستضيفهم ثم يساعدهم ويطمئن على حصولهم على سكن ومعرفتهم لمقر عملهم ثم يبقى مشرفا من بعيد عليهم وكأنه أب لأولئك الشباب الذي كانوا في أمس الحاجة للتوجيه والنصيحة.
كان آخر عبارة قالها لي قبل وفاته رحمه الله بأسبوعين
( والله إني أحبك وأحب والدك الله يغفر له )
كان في تلك المناسبة التي جمعتنا وكعادته في كل المناسبات يرحب ويبتسم ويتحرك بكل خفة ظل وتواضع.
لم يعرف قلبه الكراهية أو سوء الظن. لا يعاتب ولا يطالب ولا يخاصم وكأنه اتبع نصيحة ابن القيم رحمه الله. لا يعرف الغيبة ولا النميمة وإذا أراد نشر السعادة والفرح والضحكة البريئة في المجلس الذي يجلس فيه تحدث عن مواقفه المختلفة التي مرت عليه.
كان يصنع الأجواء السعيدة في كل مجلس يتواجد فيه. الجميع ينتظر وصول أبو عامر ويستمع لأحاديثه المشوقة التي تدخل السرور على الجميع.
رأيت أنه من واجبي ذكر مناقب وفضائل وصفات العم عبد الله بن محمد آل عامر غفر الله له وأدخله الجنة بلا حساب ولا سابق عذاب وجميع موتى المسلمين.