من الموت ولدت الحياة

بقلم / سميه محمد

لدى الإنسان طاقة عجيبة في عدم الإستسلام ، و قدرة فائقة في التأقلم مع الوضع السيء ، و الصبر عليه قدر الإمكان مع محاولة دراسة حاله من جميع النواحي حتى يتمكن من تحويل الوضع الغير مرغوب فيه إلى صالحه و كيف يمكن أن يستفيد منه فإن كان لايمكن الإستفادة منه تم التخلص منه من غير ضرر ..
تمسك الإنسان في الحياة و رغبته في العيش فيها بسلام و عدل جعلته يقاتل في أصعب الظروف كي يثبت وجودة و يقرر مصيرة ولا يستمع أبداً للذين يجعلون من كلماتهم السلبية حجر عثرة في طريقة ..
هناك من قالوا له :
أنك مريض و لم يبقى من أيامك إلا القليل و بدل تحفيزه لتقوية مناعته و مصارعة المرض بكل قوة كانت نظراتهم و كلماتهم تطلب منه أن ينتظر الموت في هدوء لكن تلك القوة التي في عزيمته جعلته ينعش قلبه بالأمل فهو من حقه أن يعيش ليس أعتراضاً على القدر أنما هو حقه أن يقاوم صحيح كانت المقاومة متعبة و مرهقة لكنه بعد ذلك أثبت لنفسه قبل أن يثبت لغيره انه أنتصر على المرض وأصبح معافى ومن الموت ولدت الحياة ..
هناك من قالوا لها :
أنك لن تنجحين في عالم التجارة و الأعمال أنت صغيرة و ليس لديك خبرة لانستطيع أن نقارن بينك و بين أسماء كبيرة في هذا المجال لكنها لم تستمع إليهم و لم تعيرهم اي أهتمام فعليها أن تبدأ مشوارها دون أن تلتفت إلى الوراء أو تسمع لكلمات تشدها إلى الخيبة والهزيمة كان عليها أن تعتمد على نفسها في كل شيء تبحث و تستكشف تقرأ الكتب و تستفسر عن من لديهم خبرة حتى زادت معرفتها و أخترعت لمشاكلها حلولا تستطيع ان تختار منها الأفضل و تملصت من أزماتها حتى تمهد لها طريقها و أصبح لها أسمها الشهير في هذا المجال و الذي يحسب لها منافسوها عند سماعه ألف حساب ..
هناك من قالوا لزوجين : تأخر أنجابهما
لاداعي ان تتعبوا انفسكما في زيارة المستشفيات فمن المحال بعد كل مامر من السنين أن تنجبوا
و لكن الزوجين كان لديهم أمل الإنجاب لأنهم متيقنين ان الله لن يخذلهم و لن يضيع تعبهم فكانا يأخذان الأدوية و يتلقيان العلاج في بلدهم أحياناً و أحياناً أخرى عندما يسافران للخارج و بعد سنوات طويلة من العلاج و المعاناة حملت الزوجة وفرحت مع زوجها و لكن من حولهم لم تظهر عليهم الفرحة لأجلهما فكانوا يتعمدون ان يسمعوهم بأن الزوجة كبيرة في السن و لن تتحمل تعب الحمل وكيف لهم ان يعلموا قدرة الله الذي كتب الخير للزوجين و عوض صبرهم خير و عوضهم عن تعب السنين
فأنجبت الزوجة بعد تسعة أشهر طفلين توأم في صحة تامة
لا يوجد أجمل من عطاء الله عندما يعوض الصابرين عن صبرهم ..
هذ هو الإنسان عندما لايعرف اليأس و لا يستمع إلى كلمات الخذلان ولا يهتم للصعوبات مهما كانت بل تفكيره يكمن فقط في كيف يزيل هذه الصعوبات ثم يكمل طريقة ،
من حقة أن يعيش بسلام و يطور من نفسه ، و لا بد له من أن يجرب الشيء الذي يريده حتى أن أخطأ فأنها ليست نهاية العالم بل هي البداية سيخطىء و يخطىء و في كل خطأ يتعلم منه و يتفاده في المرات القادمة حتى ينجح من غير اخطأ و هكذا تكون لذة النجاح ،
نعم أنه الإنسان الذي فضله الله و كرمه على سائر الكائنات الحية بالعقل ،
الإنسان المخلوق العجيب قد تجرحه كلمة ، قد يبني مستقبل كامل بمجرد فكرة ،
يلفه الغموض و يسكنه الجمال ،
و تجتمع فيه الأضداد خير و شر ، يأس و طموح ، حزن و فرح ، قوة و ضعف ،
موت و حياة .

شاهد أيضاً

” لأن شهامتنا من شيمنا “

في حادثة ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي فخرًا، ووثقت تفاصيلها بدقة بكاميرات الجوال ، كان …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com