بقلم / سميه محمد
كان أبو جهل عندما يراه يعيره بساقيه الدقيقة و النحيلة بأنها تشبه ساقين ( طائر القطا ) الصحراوي ..
في يوم من الأيام كان يجتني سواك الأراك و كان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه ، فضحك القوم منه ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
مم تضحكون ؟
قالوا :
يارسول الله من دقة ساقيه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
و الذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد أي ( جبل أحد ) .
هذا الصحابي الجليل هو ( عبدالله بن مسعود )
ماأجمل سيرة (عبدلله بن مسعود ) العطرة و الأجمل الأجمل في حياته حبه للقرآن قرائة و حفظاً و تفسيراً .
(عبدلله) من السابقين الذين دخلوا في الإسلام فهو سادس من أسلم من الصحابة ، و كان يتحين الفرص كي يلتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم و يتعلم منه بعد رصده لكل مكان يتفق عليه من اجل الإجتماع حتى قبل أن يتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم و صحابته دار الأرقم مقراً لهم لمعرفة الدين علماً و تعليماً .
(عبدالله) هو أول من جهر بالقرآن الكريم تلاه امام مشركين قريش أمام الكعبة المشرفة و أستمر في تلاوته رغم ضربهم المبرح له في كل مكان في جسده .
فسبحان الله الذي ادخل كل هذه القوة في قلوب و اجساد المسلمين سواء كانوا رجالاً أو نساء حتى حصنهم من كل شيء حتى أنهم لا يهتمون للتعذيب و التنكيل الذي كانوا يعانون منه ..
(عبدالله) أحب القرآن حباً لايمكن وصفه فكان يقرأه في نفسه و جهراً ، ويحفظه عن ظهر قلب آية آية و سورة سورة و يفرق بين السور المكية و المدنية و يعرف تفسيره وسبب نزول كل آية كما يعرف أسمه ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( أستقرئوا القرآن من أربعة عبدالله بن مسعود ، و أبي بن كعب ، و معاذ بن جبل ، و سالم مولى حذيفة ))
(عبدالله بن مسعود )
صحابي له حياة مشرفة تبعث على الفخر و الكبرياء فهي بين علم و جهاد من ضمن من اخفوا أسلامهم ثم جهروا به ، هاجر الهجرتين إلى الحبشة و المدينة المنورة ، وقد شهد القبلتين ، و شارك في معظم الغزوات منها بدر ، أحد ، الخندق ، خيبر ، حنين ، و فتح مكة و غيرها من الغزوات ..
لنستفيد من تاريخ هؤلاء الأبطال قدر الإمكان و معرفة شخصياتهم ، و نتعلم منهم حب الدين و الشجاعة فسيرة الصحابة كما قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه :
نجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم .