بقلم / إبراهيم العسكري
لم يكن يحمل لنا يوم الامس بهجة وسرورا فكان يومآ عبوسآ قمطريرا
فقدنا فيه نبع الوصل والحنان والاخاء والسخاء صاحبة مبدأ تأصيل معنى صلة الرحم المقرونة بالقيم والشيم والمروءات .
لم اجد معنا للوفاء يترجم ما يحملة قلب خالتي شاره المثقل بكل معاني حسن الخلق وبالصدق والصبر والاحتساب والامان المقرون بالحب وحسن الجوار وطيب السجايا المحملة بابتسامات تتسع لافاق الكون بما يحمل من اطايب وهبات الرحمن تنثر حواليه خالتي عبير الروح الفواحة باصدق المشاعر واعذب التعابير لكل العابرين في ذاكرتها العاطرة.
عفوآ ساوجز بالقليل مما عرفت عن أمي الثانية خالتي شارة رحمها الله .
عرفتها صغيرآ حينما تجتمع بشقيقتها الكبرى أمي عذبة اللبن في بيت جدي احمد العسكري ونحن اطفال انا وابنها احمد الكبير بكر خالتي فكنا نلعب ونرتع في كنف اختين اشبه بمن يحمل جسد واحد وان تباعدة المسافات .
في بدايات مطلع القرن الحالي فقدت خالتي ابنها احمد في حادث مروري اثناء دراسته في المرحلة الثانوية فاشتد حزن خالتي لفقد احمد الكبير ولم يمح مرور الايام ذكرى احمد في قلب خالتي فصبرت وكابدة الاحزان واحتسبت لمن له الامر من قبل ومن بعد لعل العوض من عند الله فيما تحمل بين اضلعها لضناها الآخر .!
تبدلت الاحزان وحل السرور بمقدم احمد الثاني ليحمل اسم الاول في كنف الاب والام واخ واختين هم جميعآ اشقاء يشكلون عقد فريدا عنوانة اللؤلؤ والمرجان محاط بذلك التاج الأب العابد الساجد والسوار المحيط بالعقد الأم العظيمة الى جانب تطريزه بالاخوان والاخوات غير الاشقاء وامهاتهم العظيمات فالكل منظومة تكميل لبريق العقد.!
دورة الايام لا تبقي ولا تذر فقد نكثت بالآمال ولم تمهل سير السعادة والسرور حتى ساقت اقدار الله ان ينضب تدفق عطاء ذلك التاج تاج الوقار بوفاة الاب الشيخ/عبدالله بن عبدالعزيز ابو نقطة المتحمي رحمة الله تغشاه فعادة دورة الاحزان ولم يعد لخالتي وبقية العقد سند منيع يرتكون علية بعد الله فخيم الحزن على سائر العقد واسورته بفقد التاج العملاق العظيم.!
تلاشت الاحزان بمرور الايام ولكن لم تغب مطلقا حتى اصبحت اسورة العقد ذات بريق متدفق فالكل اصبح ذو شأن في العطاء والبناء واصبح ذلك العوض احمد الثاني ضابط برتبة مقدم ولكن غدر الزمان جعل احمد ضحية حادث مروري آخر يفقده الحياة تتجدد بفقده مآسي الاحزان وتجدد معه جراح تراكمات حاول الجميع وأدها في المهد الا انها تتفنن بنقض العهود .!
تناثر العقد فكان نتاج أثره لتك الام المكلومة ولكن ايمانها العظيم بخالقها جدد فيها الصبر والاحتساب فصمدة وصبرت ابتغاءآ فيما هو خير وابقى عند ارحم الراحمين فصلت فوق سجادتها ودعت وبقت تتواصل بافعال الخير في محاولة تجديد وترميم بناء العقد المرصوص في كفاح مرير وهي راضية مطمئنة حتى وافاها الاجل المحتوم لتلحق بالراحلين من صفوف عقدهم بالأمس الخميس١٤٤٥/٣/٢٠هـ بمدينة الرياض .
اسال الله العلي العظيم ان تكون تلك الصابرة المحتسبة ضيفة مكرمة في اعالى جنان الخلد في مقعد صدق عند عزيز مقتدر وان يجعل كل ما اصابها من نصب ووصب وعناء وتعب وفقد وحزن في ميزان حسناتها وان يجمعها بمن تحب في جنان الخلد في مقعد صدق عند عزيز مقتدر .
عزاؤنا لانفسنا ولابنك البار الوفي الصامد سعود بن عبدالله بن عبدالعزيز ابو نقطة المتحمي واختيه الشقيقتين وبقية العقد الفريد من الاسرة المتحمية والعزاء موصول لخالي شيخ قبيلة العوص/ابراهيم بن احمد العسكري واسرته كافة
ايضآ نعزي منبع الصبر والشيمة اختك الشقيقة العظيمة المكلومة بالفقد العظيم وما اشبهكما ببعض حتى في قسوة احداث الزمان والمكان تلك هي اختك/تركية بنت احمد العسكري فقد كان الم فراقها لشقيقتها أمر عظيم ينكأ جراحآ غائرة في قاع الحزن المرير فحينما عزيتها في اختها ضمتني حتى لامست نبضات قلبها فتنهدت وقالت بنيء من لي بمثل شارة ذلك الكيان الشامخ الراسخ القدوة الحسنة فقلت الله معنا جميعآ.
اضافت بنيء من لي سواها يخضب بحنانها وحنائها تجاعيد يداي بلمسات الحب من يداها ونقش اصابعي بالحناء المعد بفنها.
اذهب بنيء لغرفتي في غربتي الموحشة بعدها واخبروا هدايا اختي وعطرها الزاكي وبقايا بخور العود والجاوي وكذا المنديل والمصون
خبروهم جميعآ ان من اهداهم رحل وابقاهم يحملون العبق لريح الصفو والعفو وذكرى من طواريها .!
ختامآ لا انسى تعزية ايام الدهر الاثنين والخميس والايام البيض لكل شهر لمن كانت تصومة والعزاء موصول لدار تحفيظ القرآن الكريم بطبب واهل طبب في فقد الحافظة الصابرة الصوامة القوامة خالتي/شارة بنت احمد العسكري فقد استودعناها من لا تضيع ودائعه في هذا اليوم الفضيل.!
اوجزت وبقي من الألم المر الكثير .