بقلم الدكتور
علي بن سعيد آل غائب
لقد رحل والدي رحمه الله ولكن فضائله باقية لم ترحل معه ، خدم بيوت الله إماماً وخطيباً ومؤذنا لمدة تزيد على سبعين عاماً ، لايفوته قبل صلاة الفجر التهجد ، يختم القرآن الكريم في الشهر الواحد مرات عديدة ، وكان رحمه الله رجلاً عصامياً شقّ في الصخر طريقه رغم الظروف الصعبة آنذاك وقلة الإمكانيات ، لكنه صبر وصابر وعمل وكافح من اجل الوفاء بالتزاماته الأسرية وكذا المجتمعيّة ، وكان يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة ، يتصدق ولو بأقل القليل ويذخر في بيته مايستطيع من اجل إكرام ضيفه ، وكان مربياً محترفاً وقدوة صالحة لأبنائه في القول وفي العمل .،
— ومهما سطّرت في والدي من احرف او نظمت فيه من كَلِمْ فلن اوفيه حقه في هذه العجالة ، وفضائله الحميدة اكبر مما اقول فيه وهي باقية وستبقى حيّة الى ماشاءالله ، فيصدق فيه قول الشافعي رحمه الله :-
– قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
– وعاش قوم وهم في الناس اموات
— ومن فضائل والدي الباقية
له انشاءالله :-
(( مشروعه الخيري الذي تم إقامته ( بمدينة ابها – مخطط السياري بالمحالة ) والذي تم افتتاحه يوم الاربعاء تاريخ ١٤٤٥/٤/١٧هـ بعد ان كان هذا المشروع هاجسه في حياته وهو من رتّب وخطّط له ووجه بانشائه ، إلاّ انه ادركه الاجل قبل البدء في تنفيذه ، ولذلك حرص ابناؤه من بعده على تنفيذ ما اراده ووجه به في حياته حتى تحقق حلمه بإكتمال بناء هذا المشروع وتم افتتاحه بتوفيق من الله ، فصدق فيه انشاءالله حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث : صدقة جارية ، وعلم يُنتفع به ، وولد صالح يدعو له )
ونحسبه باذن الله تعالى ممن حاز على هذه الفضائل مجتمعة ))
— ومشروعه الخيري الذي اكتمل بناؤه وتم افتتاحه يتمثل في مسجد جامع يتسع لأكثر من الف مصلي ، ملحقاً به مصليات إضافية ومكتبة عامة وديوانية لإلتقاء وتواصل جيران هذا الجامع ومغسلة للموتى وسكن للإمام والمؤذن وحلقات لتحفيظ القرآن الكريم ، سوف يشرف عليها ابنه الشيخ الدكتور / عبدالعزيز بن سعيد آل غائب ؛
– وضمن هذا المشروع الخيري مدرسة نسائية متعددة الفصول بأسم ( دار نورة بنت عائض النسائية لتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه ) وسوف يشرف على هذه الدار ابنتها الاستاذة / مقبولة بنت سعيد آل غائب ، تلك الدار هي باسم والدتنا العزيزة اطال الله في عمرها على طاعته والتي كانت عوناً لوالدي في كل مراحل ومفاصل حياته رخاء كان او في الشدة ، وكانت ولاتزال الأم المثالية التي اهتمت بتربية ابنائها ورعايتهم ومتابعتهم وتوجيههم ، ولازلنا نحن ابناؤها وكذا ابناؤنا وحتى احفادنا ننهل من معين خبراتها ونستنير بكريم توجيهاتها وننعم بصادق دعواتها ، فنسأل الله أن يجزيها عنا خير الجزاء وأن يبارك في عملها وفي جهدها وأن يختم بالصالحات اعمالها .،
— ولا بدّ لي في هذا المقام أن اعترف بأن والدي رحمه الله لو كان حاضراً لما سمح لي ان اكتب عن مشروعه الخيري حرفاً واحداً كما في مشاريعة الخيرية السابقة التي اقامها في حياته ( له ولوالديه ) ولكني تجاسرت في غيابه وكتبت هذه الخاطرة ( املاً ) في تجديد ذكره الحسن وسيرته العطرة بين محبيه ومعارفه وكل من يطّلع على هذه الخاطرة حتى يترحمون عليه جميعاً ويستزيد من صادق دعائهم له ولمشروعه الخيري بالبركة والقبول والأجر ان شاءالله ، (( وارجو منهم ذلك ))
— وفي الختام :-
نتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي امير منطقة عسير الامير تركي بن طلال بن عبدالعزيز على مساندته وتشجيعه للمشاريع الخيرية التي تخدم الانسان في هذه المنطقة ، والشكر موصول للإدارات الحكومية ذات العلاقة في منطقة عسير والتي كان لها دوراً فاعلاً في تسهيل إنفاذ هذا المشروع الخيري .،
— ولايمكن ان ننسى نحن اسرة سعيد بن شائع آل غائب رحمه الله الجهود التي قام بها ابنه / شايع بن سعيد آل غائب حيث إشرافه المباشر وجهده المتواصل وعمله الدؤب لتنفيذ هذا المشروع الخيري حتى اكتمل بناؤه وتم افتتاحه ،
والثناء موصول لكل من ساهم بالجهد والرأي والمشورة ولكل من حضر افتتاح هذا المشروع الخيري تقديراً لوالدنا وتشجيعاً لأعمال الخير في وطننا الغالي داعين الله أن يكون ذلك في موازين حسناتهم جميعاً وأن يجعل هذا العمل مقبولاً وأن ينفع به ، كما نسأله سبحانه أن يحفظ وطننا العزيز وقيادته الحكيمة ، وشعبه الوفي ، من كل سؤ ومكروه ، والسلام .،،،،