“اختيارات الله “

في كل مره أتلمس اختيارات الله لي أجدها هي المنجية دائماً ،ومع ذلك ليس هناك أي سبل للمقارنة مع اي شيء آخر فترى لطف الله يجري لك ويسبق أقداره كما لو أنه يخبرنا بأنه معنا في كل شيء ولمجرد أن ترى هذا الكم الهائل من التسخير والتيسير تعرف أنك مسير لا مخير وتعرف أيضاً أن كل أقدارك مختاره بعناية تلائمك وتلائم حياتك مع هذا كله تمعن وتأمل في أختيارات الله لك فيزيد ذلك أيمانك وتعلقك بالله ولأننا نؤمن إيمان تام بأنه لو عرضت علينا الأقدار لأخترنا ما أختاره الله لنا نحن نعرف ونؤمن بأن الله يختار الأصلح لنا ويكون ذلك من منطلق التوكل على الله ويساق لنا كل مافيه الخير لنا والتسير وتاخذنا لتعقد جسراً متينًا مع الله ويستخلصنا من عمق تخبطنا إلى سعة التيسير ففي رحلة الحياه ستدرك تمامًا ان اختيار الله أجمل من اختيارك وأن كل ما سير لك هو كل الخير لك فعندما توكل امرك إليه بصدق ترى عطاياه المدهشه ، وتوافيقه المذهلة. وارزاقة العجيبة، و ألطاف تسخيره ،كتذكير دائم تذكر أن ما بين الخيرة والأختيار هناك ماقد كتب لك وقدر لك فلا تنظر إلى حرمانك من ما تريد على أنه نقص ،بل أنظر إلى العطاء في المنع ومن هذا المنطلق قرأت أقتباساً في الحكم العطائية لأحمد بن عطا الله السكندري قال ” ربما أعطاك فمنعك ، وربما منعك فأعطاك ، ومتى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء ” فهي حقيقة لو أدركتها حق الإدراك ما حملت هم شيئاً :
هي أن مشيئة الله ستحدث في النهاية ، فلا تفني عمرك كله في التفكير وثق تمام الثقة أن الخير فيما يختاره الله، وهي الأنسب والأفضل لك ولو كانت عكس رغباتك كلها ستكون في صالحك دائما أن كنت لا تفهم الأسباب وإن كنت تجهلها فهي في النهاية بيد الله ، وإن سألت الله شيئا فسأله أن تتفق مشيئته مع مشيئتك، وأن يكون مرادك هو نفسه قدرك، لأن الله رب الخير لا يمنع خيراً ولا يأتي بشراً .
‏كمية الإدراك التي تعلمتها و إضفتها إلى مفهوم الخيره وسرت عليها في هذا المنطلق لحياتي تحت هذا المبدأ وهو أني لم أعد أخاف فوات شيء ولا يحزنني خذلان شيء تعلمت أن الإنسان كل ما رضي بمقسومة أرضاه الله رضاءً ليس بعده سخط وكل الأشياء التي كتبت من نصيبك ستعرف طريقها إليك عاجلا غير اجلا ، ولتطمئن اكثر تذكر قول الله تعالى ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) لك الحمد يا الله على لطفك الخفي وعلى عطائاتك الظاهرة والباطنة الحمد لله على لطفه الذي يمسح على أرواحنا مسحه رضا وسكينة وطمأنينة الحمد لله على كرمه وجميل عطائه وكرم تسخيره وجمال أقداره لك الحمد ربي .

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com