ترهل العلاقات وفتورها

بقلم : إبراهيم العسكري

كما عودني دومآ بالامس اتصل علي احد زملاء العمل الاوفياء من عاصمتنا الغراء الرياض تقاعد قبل عشرين عام او تزيد كان مديري في العمل وموجهي وأدين له بافضال كثيرة مما علمني برقيءٍ وتوجيهات صائبه في العمل وخارج العمل .!

لم يكن اتصاله مفاجئآ لأني اعتد بذلك من حين لآخر بتواصل الاخ الكبير الناصح المحب لاخيه يسال عن الاحوال وعن بعض الزملاء القدماء من رحل ومن بقي ونتاول احاديث وذكريات ورحلات عطره عشناها في الزمن الجميل ثم ننهي مكالمتنا بما يشكي لي واشكي له مما قد كدر الصفو وعطل روابط التواصل مع الكثير.!

للامانة هو دائمآ المبادر بتواصله وخيرهم الذي يبدأ بالسلام رغم انه الاحق والاكبر والاجدر والاوفى لكن اهل السبق هم السابقون ولأجل ذلك دامت العلاقات جيدة بفضل سقيا الغرس المتواصلة منهم بالحب والعطاء والمحافظة على امتدادها الى ما شاء الله .!

لم يكن بقاء العلاقات بيننا لمصالح شخصية او لدنيا نصيبها

فقط كل ذلك من باب الاخوة في الله.!

على النقيض ترافقنا مدد اطول مع منهم اقرب ربما كإخوة وجماعة وقبيله ولكن التحجج باشغال الدنيا حتى حالت دون التواصل فتناقص مؤشر العلاقات مع الكثير وذابت وتبخرت مع الاكثر فشح اللقاء حتى انعزل من الطرفين او احدهما .!

للاسف لم يقتصر ترهل او تدهور العلاقات مع ذوي البعد فربما شمل حتى الاخ او الزميل ذو القرب او الجار القريب والبعيد حتى مزقتنا الحسرة عندما طال انحدار علاقاتنا حتى مع اهل القرب من اللحم والدم فاصبحنا في معزل الا عند الكوارث الملمة او الموت المحتم للقاء المودع لمثواه الاخير مع التحفظ بلقاء مناسبات سعيدة.!

لماذا كل هذا ؟

هل لأن الجيوب امتلأت ام لان الاخلاق والخواطر ضاقت فازفت حتى لم تعد الحاجة ملحة للكثير.!

في زمن مضى كنا نستوعب صلة الرحم بمعناها الحقيقي وصلة ذوي القرب والجار بشعور راض وحكمة واقتناع لانا تعلمنا ممن سبقونا وكنا نعتقد خطاءآ انهم اقل علمآ ودراية.!

لا ادري هل انا محق اننا اصبحنا حتى في لقاء المضطر نبحلق بعيوننا بازدراء وبلا خجل حتى اصبح اللقاء مزعج وتافه وغير مرغوب فيه ام اني واهمآ واتمنى ان يكون شعوري هناك غير صادق .!

علم الله رأيت باجتماعات سبقت من يشمت بكبار السن ليضحك من حوله فكان يقول فلان اشغلته صبغة الشعر حتى رأيته لاحقآ اصبح هو يتفنن ويصبغ ويتصنع انه لا زال فتآ يافعآ وان كان غير نافع لكن يقنع نفسه انه الافضل على الاطلاق

اللهم لا شماته .!

من اجل هذا وذاك اصبحت كثير من لقاءآتنا تشعرنا عاجلآ بالتثاؤب وربما بالتقزز ممن يتمخطر ويترزز انه ملك زمانه لنخرج على عجل من دائرة اجتماعاتنا التي كنا نألفها ونحبها ونعد الساعات لنلتقي بها..!

بهذه المنحدرات والطقوس ظلمنا اجيال لاحقة واعتقد انا ظلمنا حتى الاسلام الذي ندعي اننا نتمسك به بامانة ونزاهة بابعاد ضؤية عن غيرنا ممن نحسبهم من الجهلة .!

للأسف اصبح تنميط الدين بمزاجهم وتضييق المفاهيم كما يحلو للكثير من خلال منظارهم الاسود المحدود.!

لماذا نسينا الاهم وهو ان (الدين المعاملة)وان الاسلام شعارنا كمسلمين نرفع به الهامات اذا اتفقنا واتقناه في القول والعمل وحسن الخلق وحسن التعامل

وليس لشق الصف وتضييق الخناق في ابسط الامور وسائر العلاقات التى اهتز مؤشرها وخوى.!

اعتذر ان كان مقالي يحمل بؤسآ ويأسآ وشكرآ لاهل المعالي الذين لا زالوا يمدون الارتواء لبقاء العلاقات الاخوية لامد طويل .!

شكرآ لاخي الكبير الاستاذ/قاسم بن يحيى بن منجي الذي جبر خاطري واسعدني باتصالاته المتتالية ثم الح عليء باستمراري لاكتب بصحيفة عسير الاكترونية .

ومضه :

‏ أحِبوا بعضكم قبل الرحيل واحِبوا أيامكم الهادئة حتى في الوحدة فليس بالضرورة أن تكون كل الايام سعيدة فيكفينا فيها اقامة الدين والامن والهدوء والسلام.

شاهد أيضاً

((كيف نتسامح))

بقلم/ حسن سلطان المازني قبل عدة سنوات حصل عليّ خطأ من صديق عزيز اعده كأخ …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com