طَابَ عَيشُ المُزنِ مُذْ حَلَّتْ عَسِير

بقلم/ محمد عبدالخالق ال مانع العسيري

طَابَ عَيشُ المُزنِ مُذْ حَلَّتْ عَسِيرا

إذ رأتها تَلبِسُ الثَّوبَ النَّضِيرَا

 

تَنْشُرُ الرَّيحَانَ عِطراً في رباها

تَعزِفُ الأَنْغامَ شَدْواً أو صفيرا

 

 

لو رآها مرةً مخمومُ قلبٍ

باتَ عشقًا في نواحيها أسيرا

 

في عسيرٍ ليسَ من عسرٍ تراهُ

بلْ نفوسٌ ترسمُ الجفنَ قريرَا

 

وخريرٌ يمنحُ الصمتَ غناءً

ونسيمٌ يلثمُ الزرعَ الخضيرَا

 

فكأن الحقلَ اذْ يلقى نسيماً

موجُ بحرٍ هاجَ مملوءاً هديرَا

 

سنبلاتُ الزرعِ بانتْ في بهاءٍ

لؤلؤًا يبرقُ مكسواً حريرا

 

كلما مرّت حنونٌ ذاع منها

صوت ماضٍ كان مشحوناً مريرا

 

رددّ الأهيمُ ذكراها أنينًا

يذكرُ الأبطالَ شبلًا أو كبيرا

 

يا حِمانا في ثراكِ من حَماكِ

إذْ حوَى النقعُ أزيزاً و زئيرا

 

لم تكوني للعدى سلماً ذليلا

بل وكنتِ للحمى سيفاً شطيرا

 

رغمَ فقرٍ رغمَ حربٍ من عدانا

كانَ كلٌّ يطلبُ الضيفَ سميرا

 

من خيوطِ الشمسِ قد لفّوا زهوراً

في أصيصٍ ارتوى سحاً مطيرا

 

يرقبونَ الضيفَ آتٍ مثل ما إنْ

يرقبُ الظمآنُ في وجدٍ غفيرا

 

ترقبُ الضيفَ دلالٌ حاضراتٌ

عصفراً نرويهِ ممزوجاً خديرا

 

آية الضيفِ حفظناها صغارا

كم تلوناها غنيًا أو فقيرا

 

مرحبًا ألفُ أذانُ المُنتشينا

إذ يرونَ الضيفَ ثجاجاً غزيرا

 

كم روانا ( دايمُ السيفِ ) حنينا

كانَ فينا دائمَ الودِّ عشيرا

 

اسألوه عن عسيرٍ اسألوه

وارقبوه كيف يحكينا زفيرا

 

إذ رآنا كنجومٍ لامعاتٍ

كم بليلٍ قد رأيناهُ منيرا

 

قد حُصفنا يومَ بايعنا مليكاً

فاحتوانا المجدُ عزاً وظهيرا

 

سارعي للمجدِ والعلياءِ دوما

وارفعينا نقطفُ النجمَ عبيرا

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com