بقلم الكاتب : علي الفيفي
تتميز اللغة العربية بأصالة ماضيها ؛ فهي من أقدم اللغات في العالم، فهي لغة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنها اللغة التي نزل بها كلام الله تعالى في القرآن الكريم؛ أي قبل 1400 عام، ومازالت من اللغات المستخدمة بين العرب حتى يومنا هذا، وكان العصر الذهبي لهذه اللغة مع انتشار الإسلام، وإقبال العجم لتعلم العربية حتى يتسنى لهم قراءة القرآن الكريم..
بالرغم من العولمة وظهور المصطلحات الدخيلة، واللغة العامية التي تنتشر بين الناس، تبقى اللغة العربية الفصحى هي المرجع الأساسي عند التخاطب والتواصل بين كل عربي يتحدث اللغة العربية، كما تستخدم العربية الفصحى في التعليم، والكتابة، وفي وسائل الإعلام المختلفة…
جمال اللغة العربية اكتسبت اللغة العربية الجمال والإبداع من جمال حروفها عندما تُنطق وتُسمع وتُكتب، فعندما تكتب بالخط العربي فلا بدّ من لمسة فنية تزين أحرفها من زخارف، ونقوش، وحركات التشكيل كما تظهر في القرآن الكريم، أو تزين بها المساجد، أو كما ترسم في الكتب والصحف، وعلى بعض أنواع المجوهرات والحُليّ..
اللغة العربية عندما تتحرك بها الألسن تتجلى فيها البلاغة والفصاحة والصور البديعية، والكثير من المعاني، وهذا ما يتميز به القرآن الكريم الذي عندما نزل تحدى العرب، وخصوصاً قريش في البلاغة والفصاحة، وهذا ما تعجب منه فصحاء قريش عندما سمعوا تلاوة القرآن الكريم…
يظهر جمال اللغة العربية في الشعر، والنثر، والخطابة، والقصة، والرواية، وفي النحو، والصرف، حيث يعتبر الشعر فناً أدبياً أقبل عليه الكثير من الشعراء الذي برعوا في كافة ألوان الشعر من غزل، ومدح، وذم، ورثاء، ومن أبرز شعراء العربية هم شعراء المعلقات السبع، والمتنبي، وأحمد شوقي، وأبو القاسم الشابي، فكل هؤلاء برعوا بالبلاغة وجزالة اللفظ والمعنى باستخدام القافية أو بحور الشعر، والمحسنات البديعية التي تضفي لمسة جميلة تطرب الآذان، فاللغة العربية هي لغة مرنة تعايشت مع كل الأزمان ومختلف الأجناس، ومن جمالها أيضاً أنّ المرء يستطيع أن يعبر عما بداخله بشكل صريح ومباشر أو بالتلميح…
السطر الأخير :
يقول المتنبي:
لا تلمني في هواها
أنا لا أهوى سواها
لست وحدي أفتديها
كلنا اليوم فداها
نزلت في كل نفس
وتمشّت في دماها
فبِها الأم تغنّت
وبها الوالد فاها