رحلة الشتاء والصيف

بقلم: ابراهيم العسكري

الحياة عبارة عن زمن يمر بكثير من المحطات قد يكون فيها الجميل والنقيض والمتعثر أو ما يدعو للهجرة بحثآ للقمة العيش أو السعادة وفقآ لما تسوقه أقدار الله في خلقه…!!!

افضال الله ونعمه المتتاليه علينا بصفة خاصة في مملكتنا الحبيبه نستشعر من خلال هذه النعم نعمة الأمن والأمان رغم تباعد المساحاة الجغرافية وما نراه يحيط ببلادنا من متناقضات لما نحن فيه فنرى بلاد الجوار أو البلاد البعيده تعيش ظروفآ وحروبآ واسقامآ واسقاطات خلاف النعم التي ننعم بها نحن ولا شك أن كل ذو نعمة محسود ونسأل الله من فضله وأن يبقينا بخير وعلى خير ويكفينا أشرار الحساد في كل مكان.!

من افضال المولى عز وجل تولدت لدينا ثقافة رحلة الشتاء والصيف وذلك منذ ربع قرن او تزيد حسب الطبقات المجتمعية المخمليه والوسطى بينما تبقى طبقة الخط المتوازن والطبقة المتهالكه في حالها.!

اتحدث هنا عن منطقتنا الجنوبية أبها وضواحيها والقرى المجاوره لها حيث اعتاد المجتمع القادر على الرحيل من المدن والقرى البارده إلى سهول تهامه الدافئة بحجة شدة البرد الذي اقنعنا عقولنا بعدم القدره على مقاومته مما يتوجب الرحيل مهما كلفت إجراءات التنقل واضعين في الاعتبار أهمية شد الرحال لما يتناسب مع الطقس الملائم للأرواح

اصبح الأمر معتادآ للهجرة من جبال السراة لسهول تهامه أو العكس بحثآ عن الدفء وما يجلب السعادة بتغيير الأجواء لنبني في انظارنا هرمون السعادة والروقان بدرجه مفعمة ومستخلصة.!

لم نكن وأسرتي في معزل عن هذه الكوكبة المزاجيه فقد أصبحنا ندرج في جدولنا رحلات نقل فترات البرد ولكل ميزة او ضريبه تدفع سلفآ أو خلفآ..!

الأجدر بالذكر في هذه الأسطر استشعار الماضي للآباء والاجداد رحمهم الله فقد جنح بي تذكرهم والماضي أثناء الذهاب والإياب فأدرجت ذكريات طفولتي لماضينا الجميل في قريتنا الصغيره حينما كنت اصحو ايام البرد الشديد مبكرآ كل صباح مع غيري فنشاهد الدخان المتصاعد من كل بيوت القريه نتيجة اللهب لعمل وجبة الإفطار ونيل الدفء من بقايا الجمر ثم يختفي الدخان لتبدأ انبعاث روائح الخبز لدرجه اننا نميز بالرائحة من بعيد من خبز برآ أو شعيرآ أو خلافه نعرف أيضآ هل الخبز بر حالي ام مخلوط بالخمير.! اتذكر كل ذلك جيدآ واقول لنفسي كيف كنا نتعايش مع البرد بعفوية واريحية ونقاومه ونحن نعيش حياة عاديه رغم شح الملابس وعدم وجود تقنيات توليد الطاقات الحراريه ومولداتها ولكنا نقاوم ذلك بأنه أمر عادي فرضته تقلبات الجو بأمر الخالق الباري واضعين في الاعتبار ان اجسادنا خلقت مقاومه لهذه التغيرات المناخيه بفضل الله وقدرته ان منحنا ذلك. وحتى مواشينا كانت تتعايش مع الضروف والطقوس بأريحية ولكن حتى بديلاتها اليوم تحتاج للتنقل وفقآ لضروف التقلبات.!

نعود لنقول ان هذه الثقافات والتنقلات التي تتم مع تغيرات المناخ الزمانية والمكانيه من حين لآخر فرضتها أيضآ رفاهية الزمن الذي نعيشه بنعم المولى عز وجل على عباده وله الفضل والمنة من قبل ومن بعد والا فالنفوس هي النفوس والطقوس هي الطقوس.!

يحدثني احد كبار السن بقوله كنا نشد الرحال في سابق الأزمان من السراة لتهامه أو العكس لطلب العمل وتأمين الرزق والمؤونة التي لا تتوفر حينها في الجهة المنقول منها.!

ولم تكن تنقلاتنا من باب الرفاهيه كما هو الحال اليوم.!

يضيف بقوله كان بقريتهم شيخ لديه مزارع كثيره ومواشي.

وكان لديه عدد من العمال بأجر يسير للعمل الى جانب مزارعهم ومواشيهم لكثرتها.

فعندما يرحل فقراء القريه صعودآ أو نزولآ للعمل في تهامه أو السراة كان يلومهم ذلك الشيخ المتخم بقوله لا أدري ماذا دعاهم على الرحيل والخيرات موجوده من البر والسمن والعسل واللحم ونسي حينها انه يتمتع بذلك وحده وأعتقد هو خطاءآ منه أن الجميع يملك مثله من الخيرات ولو كان لديهم مثله لما رحلو ولا تعنوا ولا تعبوا على قولةً المثل (يحسب الممطور ان الحيا مملي )

لعل هذا يدعونا لتلمس كثير من حال الأهل والجيران المتعففين باوساطنا ممن يحتاجون المساعدة ومد جسور العون والاخاء ولا ننساهم في ظل النعم المحيطة بنا كما نسي شيخ القريه أحوال بقية الأهل و الجيران.

شاهد أيضاً

غرور أنثى

بقلم الكاتبة /فاطمة محمد مبارك خلف أبواب الهوىَ ثنايا الروح سَكبت حروف عشقك شعراً ونثرا …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com