” لأن شهامتنا من شيمنا “

في حادثة ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي فخرًا،
ووثقت تفاصيلها بدقة بكاميرات الجوال ، كان أبطالها جنديان من الدفاع المدني؛ وابن من أبناء المنطقة التي حدثت بها الحادثة .
تدور أحداث هذه القصة عن سيل عارم هو الخصم الغاشم فيها ، في يوم من الأيام ذهب بعض الفتية كما هو معتاد لقضاء وقت جميل بصحبة قطرات المطر ونسيمه ؛ وربيع الأرض الممطورة وخضرتها وبينما هم يوثقون رحلتهم
وإذا بالسيل يحاوطهم يمنة ويسرة، هرع الفتية لمركبتهم هربا وظنا منهم أنهم قادرين على تخطي عزم هذا الخصم الغاضب الذي لايسمح لشي أن يقف في طريقة .

سيل يروع سامعيه،ومشاهده ظلام ليل

ينذر بصوت له أزيز الطائرة عند إقلاعها

غاشم بلارحمة يجري بقوة مايميل

مايشبهه إلا الوفود الغازية في استعدادها

له صوت أجهش بالمطر حتى غدا بحر يسيل

والأرض شريان المحاني لانقش رسامها .

وبدأت أمواجه تلاطم مركبتهم ولكن رحمة الله كانت أرحم وأقوى منه .
قد تكون نجاتهم بسبب دعوة أحد والديهم ،أو ممن
استودعهم الله عند خروجهم ، أو من تسلحهم ب أذكارهم.
هب الدفاع المدني لإنقاذ أرواح المحتجزين ؛ ولكن السيل بدا يعلو ويعلو
فاستوعب أحد الحاضرين حجم الكارثة ، ورأى أن هذا المأزق يجب له مركبة كبيرة قد تكون هي سبب نجاة هولاء الفتية ،وبالفعل اتصل بأحد أبناء قبيلته واستغاث به
ولم تكن إلا ثواني معدودة ويأتي بطل قصتنا على مركبته غير مبالٍ بما أمامه من خطر أو ماسيحدث له ولمركبته من أضرار
وبدأ يصارع أمواج السيل بوجه يعلوه الشهامة والإصرار ،وهو مبتسم ابتسامة رضا ، أنزلها الله عليه والناس تناديه، و تستنجد به والموت يناديه، وهو في هذه اللحظة متسلح بقوة إيمانه، وأن هذه الروح بيد خالقها ، وأخذ يلف المقود بكل ما أوتي من قوة ويحرك المركبة بخبرة ودراية بخصمه وساحة المعركة التي يقف بها حتى استطاع أن يحمل المحتجزين وينجو بهم إلى بر الأمان وهو في سعادة غامرة،
أعان الله هذا الرجل على إنقاذ المحتجزين
وحفظ أرواحهم بقدرة الواحد الأحد
الشاهد في هذه القصة
ماهي الخبيئة التي بينه وبين الله
كرمه الله في الدنيا بأن يؤرخ اسمه في التاريخ في موقف بطولي يفتخر به كل سعودي،
وهبه الله مجدًا وأصبح اسمه يضرب فيه المثل ،و
اكتسب حب ودعوات الناس له ،وأصبحت القصائد تنظم والوفود تتسابق لتهنئته وشكره،،
أجزم أن بينه وبين الله خبيئة لايعلمها إلا هو
فهنيئا له هذا المجد في الدنيا والآخرة.

ليت ابن جدلان يشوف فعل الأكلبي
ويصهر له من أبيات الفخر سبايكه
السيل جامح وهو في عزمه قوي
يلاعب دركسون الموت بشجاعته
لايهاب الموت وفعله مايغبي
ابتسم واثق برحمة ربي وعدالته
✍🏻 الكاتبة / هياء هديب الشهراني

شاهد أيضاً

‏المحافظ والمجاردة مع التحيه

‏بقلم/ محمد صالح الشهري ‏المجاردة احدى شقائق النعمان الفاتنة ، تكتنز في مراكزها المختلفة جمال …

تعليق واحد

  1. نوف الأسمري

    والنعم مليون بالكاتبة هيا ال هديب وبالشهم الشجاع الأكلبي وبشهران العريضة كلهم🌱

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com