القبيلة والشيخ من المبادر

 

 

IMG-20150413-WA0015

سكان وطننا الغالي يزيد عن 85% من سكانه هم أبناء قبائل عربية عريقة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ لقد كان ومازال أبناء هذه القبائل هم عدة وعتاد هذا الوطن والجيش الغير النظامي إبان توحيد هذه البلاد على يد الملك الموحد عبدالعزيز رحمه الله فالقبيلة لبنة أساسية لهذا الكيان الشامخ وقبل تكوين الجيش النظامي لهذه الدوله الذي سطر ويسطر حتى تاريخ كتابة هذه الأسطر اروع البطولات والمفاخر للأمة وللوطن ..
كان أبناء القبائل في منطقة عسير ملبين لكل دعوة من ولاة أمر هذا الوطن المبارك فكانوا المجاهدين والمرابطين والمكونين للجيوش السعودية من قبل ضم منطقة عسير عام 1338هج وما أعقب هذا التاريخ كانوا مسارعين في الإجابة باذلين لكل مايملكون ومازالت الذاكره الشفهيه تنقل من الآباء مانقله لهم الأجداد عن جيوش غزو القبائل التي تكونت في فتح الحجاز و في الحرب اليمنية السعودية اواخر عام 1352هج والتي انتهت بعقد اتفاقية الطائف وكانت هذه الجيوش تتكون حسب ماتورده الوثائق التاريخية من أبناء القبائل وكان لكل قبيلة عددها المحدد حسب عدد أفراد القبيلة ومقدرتها الاقتصاديه وكان على القبيلة تجهيز غزاتها بجميع احتياجاتهم وسلاحهم وغذاءهم والابل والخيل التي يمتطونها وتسري الذكريات حتى عام 1383/1384هج وهي السنة التي لن ينساها أبناء منطقة عسير من ضرب مدينة أبها وخميس مشيط واحد رفيدة وظهران الجنوب بالطائرات أثناء حرب الملكيين والجمهوريين وعندما فتحت مراكز التطوع تقدم الكثير من أبناء هذا الوطن الغالي من أبناء القبائل وكان من يروي لي التدريب و الروح العاليه للمتطوعين والدي حفظه الله الذي كان أحد أولائك الملبين لدعوة ولاة الأمر ومازالت ذاكرتي وذاكرة غيري تتذكر بشيء من الفخر مظاهر المتطوعين في حرب تحرير الكويت في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ..
والآن نحن نعيش أعظم ملحمة في التاريخ المعاصر سطرها في صفحات تاريخ الأمة والوطن الملك الحازم سلمان والذي قاد عاصفة الحزم لإنقاذ اليمن الشقيق وطنا وشعبا وعقيدة وقيادة شرعية من المعتدين في هذه الأثناء أثبت أبناء القبيلة في المناطق الجنوبية وغيرها من مناطق المملكه ما كان عليه آبائهم واجدادهم من تلبية نداء الواجب وطاعة ولاة الأمر للذود عن العقيدة والوطن والشعب ومقدراته فمن قبائل تقدم واجب الضيافة للجنود المجاهدين المرابطين إلى متطوعه يتناوبون على حراسة قراهم وديارهم الحدودية انه واجبهم الذي يرونه حق عليهم وجبلتهم التي فطرو عليها وكان أبناء القبيلة مبادرين في كل تلك المبادرات والمشاعر الصادقة عبر وسائل التواصل المختلفه …
إلا أنني أرى البعض وهنا اقول البعض وليس الكل من مشائخ القبائل والنواب متاوري عن المبادرة تجاه أبناء الوطن المرابطين أن البعد عن الحدود ليس بعذر بالاكتفاء بالمشاهده لأنه يفترض أن لا يلي هذه المناصب إلا الأكفاء والكفاءة تحتم علي هذا الشيخ أو ذاك أو النائب الفلاني أن يكونو مبادرين والمبادرة لا نريدها كلاما فقط أو منظومات شعريه أو استعداد لفظي لابد أن تترجم الأقوال إلى أفعال وتفعيل المشايخ لدورهم الاجتماعي فليس دورهم فقط في إصلاح ذات البين أو جمع الاموال في المغارم لاعتاق الرقاب أو عمل المشاهد بأن عليهم نفقات طائلة لقاء عتق الرقاب وأكرام الضيف لاكتساب أموال دون وجهه حق وقضايا الإصلاح في من حكم عليهم بالقصاص والتي تحول بعضها الى متاجرة في الدماء أو تجرؤ البعض للاستيلاء على الأراضي الحكوميه (يوجد مايؤكد تجاوز البعض في ذلك ) وليس دورهم أن يدفعوا بالشعراء للتغني بقبيلتهم وأنها على استعداد للقتال تحت راية التوحيد أو اللقاء الخطب المكتوبه أو الارتجاليه فقط فهذه أقوال ولكن ما نريد هو ترجمة الأقوال إلى أفعال أما من رضي بالقول دون المبادرة بالفعل فإني أتمنى أن يكون منصبه محل إعادة النظر لأن الولاء الصادق والانتماء الحق لايكون لفظ باللسان بل قولا وفعلا مجتمعيين
ومما اقترحه أن يبادر به المشايخ والنواب الأكفاء أعيان القبائل والأفراد أصحاب الحس الوطني العالي لتكون المبادرات ذات واقع ملموس وهم كثر بإذن الله مايلي :-
1/التواصل مع القيادة الحكيمة لتجنيد عدد من أبناء القبائل وتسليحهم تحت إشراف جهات أمنية ليكونوا دعما أمنيا لحفظ الأمن في الجبهة الداخلية واتمنى ان تكون المبادرة من قبل المشايخ والنواب ولكن تفعيلها يكون بإشراف مباشر من رؤساء المراكز والمحافظين
2/الأعداد لكل قول أو فعل يؤدي إلى إظهار مكانة قيادتنا الدوليه والاسلاميه والعربية كحماة للعقيدة والوطن
3/إظهار الأدوار البطولية التي يقوم بها جنودنا البواسل المرابطين على الحدود والرفع من معنويات الجنود وعائلاتهم وأبنائهم
4/ الاستئذان من القيادة المباركة في إنشاء جمعية وطنية لدعم المرابطين يكون الهدف منها أن تكون هذه الجمعيه راعية لأبناء المرابطين وأسرهم من جميع الاحتياجات الماليه والغذائية والاهتمام بالسكن وتسديد المتعثرات من الديون وغير ذلك وبمعنى أشمل كفالة أسر الجنود حتى عودتهم من الجبهة
5/أن يقوم المشائخ والنواب والأعيان بجولات على رجال الاعمال لدعم الجمعيه وحثهم على أسقاط أي مطالبات على المرابطين بعد أخذ الأذن من الجهات المعنيه وايضا لجمع مبالغ تكون رأس مال لهذه الجمعيه و يكون هناك تبرع من كل فرد من القبيلة ويكون الدفع اختياريا وليس إجبارياً أي أن يكون رأس المال بالشراكه مع جميع فئات المجتمع وجميع القطاعات الخاصه والحكومية وتحت إشراف ورعاية ومتابعة ودعم من الدولة أعزها الله
6/إضافة للكثير من المبادرات التي لو وجدنا من يتبنى ما سبق فسنقوم بطرح البقية تباعا ولكن وبكل صدق فإن مبادرة الكثير من الافراد والمواطنين الذين لا يشغلون مناصب قبلية أكثر تميزا ورقيا من بعض هؤلاء المشايخ الذي لا يهم بعضهم إلا أن يجد كرسيا مميزا يرضي نرجسيته في أي حفل أو مناسبة أو يكون منكفيء على نفسه حتى يظن زائره أن منزل الشيخ الفلاني هو منزل أشباح لا يدخله انسان أننا إذا لم نجد لمشايخ القبائل والنواب مبادرات فعليه ملموسه على أرض الواقع تواكب الحدث فإن إلغاء مناصب الذين يكتفون منهم بتكة الاحتياط للتفرج فقط أمر نأمل أن نراه من ولاة أمرنا الحازميين وهنا استذكر حادثة مهمة في تاريخ المنطقة في أعقاب حرب القهر عام 1374/1375هج وهو إصدار قرار حازم بعزل أحد المشايخ الذي ثبت قصورهم وكان الأمر من الملك فيصل رحمه الله إبان ولاية للعهد وأؤيد بأمر الملك سعود رحمه الله
الواقع يقول إن أبناء القبائل جميعهم وبدون استثناء مبادرين أما المشايخ والنواب فالامر مفتوح للفعل لا للقول حفظ الله لنا عقيدتنا ووطننا تحت مظلة حكامنا الحازمين .
بقلم /سعيد بن عبدالله بن جفشر>

شاهد أيضاً

الكاتبة ” سرَّاء آل رويجح ” في حوار خاص لـ” عسير ” : الجمر أيقونة ألم … والرقص أيقونة نجاح

صحيفة عسير – لقاء خاص : تمتلك الكاتبة سرَّاء عبدالوهاب فايز آل رويجح ، قدرات …

تعليق واحد

  1. محمد آل زهير

    لافظ فوك وسلمت أناملك وصح لسانك أبا صقر ومقال رائع بروعة كاتبه وأسأل الله أن ينفع به

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com