بقلم / سعاد بنت عايض الغامدي
عندما يتشابه الناس في بعض الجوانب، يمكننا أن نفترض بسهولة أنهم سيكونون شركاء مثاليين في الطريق نحو النجاح والتقدم ، إن تكوين صداقات وعلاقات في بيئة العمل يعتبر أمراً هاماً ويمكن أن يكون مثيراً للإلهام والتحفيز. ومع ذلك، قد تكون هذه العلاقات غير الواضحة، وقد يحدث تباين كبير بين الأفكار والتصرفات الظاهرة والحقيقة.
عندما نجد أصدقاءً أو زملاء عمل يشابهوننا في بعض الجوانب، فإن ذلك يمكن أن يثير فينا شعوراً بالارتباط والقرب، ويجعلنا نعتقد أننا سنكمل الطريق معًا. قد نكون مستعدين لإعطاء من وقتنا وجهدنا وقلوبنا بكل صدق واخلاص، تعتقداً أن هذا التبادل الوجداني والعاطفي سيكون محور تلك العلاقة.
ومع ذلك، في الوقت الذي نخلق فيه تلك الروابط الاجتماعية، قد يأتي الاكتشاف الموجع بأن الآخرين ليسوا بالضرورة مثلنا بالفعل. يمكن أن نجد بأنهم يختلفون عنا تماما في اتخاذ القرارات، أو أسلوب التعبير عن المشاعر، أو طريقة التفكير. يصبح الصدمة حقيقية عندما نكتشف بأن الشخص الذي اعتقدنا أننا نعيش معه في عالم واحد، في الواقع، يعيش في عالم مختلف تماما.
ربما يكون هذا التجربة تذكيرًا بأنه على الرغم من أهمية وجود الانسجام والتشابه في العلاقات الاجتماعية، فإنه من الضروري أن نكون مفتونين بالتعامل مع الآخرين بكل وعي ووعيد. قد نحتاج إلى البحث عن مزيد من التوازن بين العطاء والاستقبال، والتأكد من أننا نستثمر طاقتنا في العلاقات التي تعززنا وتدفعنا للأمام بدلاً من سحبنا إلى الوراء.
في النهاية، قد تكون هذه التجربة واقعية بالنسبة للعديد منا، وقد تكون فرصة للنضج والتطور الشخصي ، من خلال الاحتفاظ بصداقات صادقة وصحية، والتعلم من التجارب السلبية، يمكن لهذه الأحداث أن تساعدنا في فهم أنفسنا والآخرين بشكل أفضل، وأن نمضي قدما في حياتنا بثقة وحكمة أكبر مع عدم تكرار الخطأ والوقوع فية فالثقة العمياء تعتبر صفة حسنة وضرورية في الحياة، إلا انها قد تكون خطيرة وتتسبب في مشاكل كبيرة إذا لم يتم توجيه هذه الثقة بحكمة وتقدير للظروف والأشخاص المناسبين، وقد تعرض الشخص للخيانة أوالاستغلال لذلك من الضروري أن تكون الثقة متوازنة ومبنية على معرفة وفهم حقيقي للأمور قبل الإيمان بها بشكل كامل.