المصاطب وطيب المناظر

بقلم/ ظافر محمد الشهراني 

الزائر لمنطقة عسير يبهره مشاهدة أشكال هندسية مدرجة خضراء جميلة تصادفه في تنقلاته في المنطقة تجعله يتوقف ليستمتع بهذه المناظر الطبيعية الجميلة وهذه البنايات الهندسية البديعة في عدة أماكن مختلفة من منطقة عسير خاصة والمناطق الجنوبية عامة.وتسمى المصاطب.

المدرجات الزراعية يخيل للإنسان عند سماعه لكلمة مصاطب أنها قد تكون شيئا مختلفاً وهي في حقيقتها عبارة عن مدرجات بينها وبين الإنسان تكاملٌ ووفاء فهو بناءَ وشيّد وحسّن وحرث وهي بإذن ربها تؤتي أُكلها كل حين فهي في قديم الزمان منها قوت البلد وعليها بعد الله المعتمد في الغذاء وقش البناء.ومازالت حتى وقتنا الحاضر يعتمد عليها في زراعة الأنواع المختلفة من الفواكه والخضراوات والحبوب.

 

وهي بنيات جدارية بالحجارة على جنبات الجبال وفي جنبات الأودية بأشكال هندسية جميلة وعجيبه ويسمى ما بداخلها باللغة المحلية الدارجة قصبه مزرعة حقنة ( حيازة زراعية ) يتم بذر البذور المختلفة للحبوب المتنوعة (البر الدخن الذرة الشعير) بداخلها وقت بذرتها وحينما تسقط الأمطار تسقيها فتنمو تلك الحبوب حتى تنضج وتصبح جاهزة للحصاد. وهذه الحبوب تعتبر من أغلى وأفود أنواع الحبوب تسمى في اللغة العامية الزراعة على الثري أي على مياه الأمطار.

 

ومنها مايسقى بمياه الابار الجوفية وبالمعدات والالات الزراعية الحديثة اختلفت طرق الري وبقى الأصل والمسمى.

 

نعود الى هذا البناء الهندسي الجميل نجد أنه تم بناءه بهذه الطريقة لاستغلال المساحات وللاحتفاظ بمياه الأمطار ولكي يتم الحفاظ على التربة من الإنجراف عند سقوط الأمطار فتنزل المياه الزائدة بشكل تدريجي وتسقي مزرعة مزرعة حتى أسفل الحقن أو المصاطب مع الحفاظ على التربة .

أتمنى ان اكون قد أعطيتكم ولو صورة بسيطة عن هذه الأشكال الهندسية الطبيعية. وسلامتكم