أهلاً بعشر ذي الحجة

بقلم / زارب بن علي آل معدي

إن الحمد للَّه، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ باللَّهِ من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يَهده اللَّه فلا مُضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلَّا اللَّهُ وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ مُحمَّداً عبده ورسوله، صلَّى اللَّهُ عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليماً كثيراً ، وبعد ، فقد أظلَّتْنا عشرُ ذي الحِجَّةِ، وهي من أيَّام اللَّه الحُرُم، وخاتمةُ الأشهر المعلومات التي قال اللَّه فيها: {الحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ}، نهارُها أفضلُ من نهار العشر الأواخر من رمضان؛ قال ﷺ: «أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا: أَيَّامُ العَشْرِ» (رواه ابن حبَّان)، وفضيلةُ عشر ذي الحِجَّة؛ لمكان اجتماع أُمَّهات العبادة فيها – من الصَّلاة، والصِّيام، والصَّدقة، والحجِّ -، ولا يتأتَّى ذلك في غيرِها ، وكلُّ عملٍ صالحٍ فيها أحبُّ إلى اللَّه من نفس العمل إذا وقع في غيرها؛ قَالَ ﷺ: «مَا العَمَلُ فِي أَيَّامِ العَشْرِ أَفْضَلَ مِنَ العَمَلِ فِي هَذِهِ، قَالُوا: وَلَا الجِهَادُ؟ قَالَ: وَلَا الجِهَادُ؛ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ» (رواه البخاري)،

فالسَّعيدُ مَن اغتنم مواسمَ الشُّهورِ والأيَّامِ والسَّاعات، وتقرَّب إلى مولاهُ بما فيها من وظائف الطَّاعات، فعسى أن تُصيبَه نفحةٌ من تلك النَّفحات، فيسعدَ سعادةً يأمن بعدها من النَّار وما فيها من اللَّفحات، ويفوزَ بجنةٍ عرضُها الأرضُ والسَّموات ، وكما أنَّ الذَّنبَ فيهنَّ جُرمٌ عظيم، فالعملُ الصَّالح والبِرُّ فيها أجرُه كبير، وعلينا أن نغتنم هذا الموسم العظيم والله نسأل أن نكون فيه من الفائزين بالاعمال الصالحة وأهلاً وسهلاً بعشر ذي الحجة .

قال الشاعر؛

 

لَيَالِ الْعَشْرِ أَوْجَـدَهَـا السَّلَامُ ** فَضَائِلُهَـا كَمَا وَرَدَتْ جِسَامُ

 

فَكَبِّـرْ وَاذْكُرِ الْمَـوْلَى وَهَـلِّلْ ** وَقُمْ لَيْلًا إِذَا الْأَقْوَامُ نَامُـوا

 

فَكَمْ للهِ مِـنْ نَفَـحَـاتِ خَيْـرٍ ** فَجِـدَّ السَّيْرَ فَالدُّنْيَا حُـطَــامُ

 

وَقُلْ يَارَبِّ مَغْفِـرَةً وَعَـفْـوًا ** فَأَنْتَ الْمُرْتَجَـى أَنْتَ السَّلَامُ.

 

اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، واللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، وللَّهِ الحمدُ”، وصلّ اللهم وسلم على محمد .

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com