طبع الزمان وحكمة الله فينا 

بقلم: ابراهيم العسكري

قبل ايام التقيت بزميل عزيز وغالي افتدقنا حضورنا المعتاد مع بعض لأكثر من عقد من الزمن بعد ان كنا لا نفترق اكثر من يوم او يومين وكان يجمعنا العمل الوظيفي وخارج العمل نلتقي في زيارات متبادلة احادية واحيانا عائلية فضلآ عن رحلات وسفريات داخلية وخارجيه وفجأة تباعدت المسافات حينما حل التقاعد له قبل تقاعدي ببضع سنوات ثم رحل لمدينة لتدرس فيها احدى بناته بالجامعة.

لحقته بالتقاعد فيما بعد فاختفت الزيارات واصبحنا نكتفي بتمرير رسائل مودة وتقدير واستعادة ذكريات من الماضي الجميل بضحكات افتراضية.!

اخذت تتلقص حتى الرسائل ماعدا في الاعياد والمناسبات الكبيرة وكادت تتلاشى كليآ مع ترهل ملحوظ في العلاقات ربما من الطرفين .!

كما اسلفت بعد غياب التقينا بلا ميعاد في احد المناسبات صدفة فالمحه ويلمحني باستحياء .!

اثناء جلسة اللقاء الحنيني اللاحق كان بيني وبينه في جلسة الضيافة اربعة اشخاص فكنت حريصآ للقياه واسترجع من ذكرياتنا ان صاحبي كان وسيمآ بشوشآ حاضر النكتة والبديهة كان كريمآ خدومآ وبيننا اخاء وود أكثر من تقارب الاخوين .!

كنت بذلك المجلس الذي التقينا فيه احاول اتذكر متى كان اللقاء واذابه مزمن اخذت اعدل جلستي واتعجب هل هذا زميلي فلان فلماذا كان اللقاء والعناق بيننا باهت وكأننا اغراب عن بعض

اسارقه النظر واراه بلحية كثيفة بيضاء تسر الناظرين

هو يراني بعكاز متين يأسر العارفين .!

حاولت اذابت ثلج يحول بيننا لاقول له بين الحاضرين كيف حالك يا صديقي فلان .!

يرد اهلآ وسهلآ كيف حالك أنت ولكن اقول في نفسي اين رحلت الابتسامة المعهودة التي لا تفارق محياه بل اين العيش والملح الذي بيننا والاخاء.!

عند قيامنا لتناول العشاء دعاني للجلوس بجواره فسررت وكنت حريص لذلك فجلست بالقرب منه والسعادة تكاد تشقق فكيء فاسأله فيختصر الجواب بحروف وكأنه يقول فيما يخفيه دعنا من الغثاثة لنأكل ونذهب .!

بعد تناول العشاء استأذنت شابآ كان يجلس بجواره ان يفسح لي مجال لاجلس بالقرب من صاحبي العتيق فانا والله لازلت احبه في الله واتذكر كثيرا من ماضينا وايام الشباب واغلب المواقف السعيدة والجميلة بيننا وحتى المقالب ولا يعقل ان اكون مزعجآ له فقد يكون ظني غيرآ مدركا للواقع وقلت لابد ان امون لصاحبي وضربت يده بيدي وقلت عاش من شافك وين الناس وكيف اخبارك ابو فلان فيجاملني قليلآ بالحديث ثم يناظر شاشة الجوال بيده والسبحة باليد الاخرى.!

شعرت في داخلي انني ثقيلآ غثيثآ عليه وربما هو عاتب لأمر ما .!

رغم ذلك قلت لعل لديه من العذر ما يُعذر فتركته مع جواله حتى ركنه بجواره لننصت جميعآ لسماع من يتحدث في المجلس ويدعوا الحضور لدعوة كرامة لاحقة فاعتذر الجميع لارتباطاتهم .!

عاود النقاش بصديقي وزميلي وطلبت منه موعد زيارة لتجديد العهد ولاكرامه هو واسرته فقد حضروا من مدينة بعيدة عن ابها وبيننا سابق عهد وود .!

اعتذر مني والحق قسما ان لا يتم شيء من ذلك فلدية كما قال من الارتباطات الكثير قبل سفره لمدينة العودة .!

استأذن الحضور المغادرة داعين لمن اكرمهم وخرجت معهم حزين لصاحبي الذي تكابر عليء ونسيء كل الذكريات الجميلة التي كانت تجمعنا في العمل وخلافه فلما الكبر والمكابرة.!

قاتل الله الظلم وسوء الظن والعجلة في الرأي فقد اتضح لي فيما بعد ان صديقي فقد ابنه الكبير في حادث وانه تعرض لضروف صحية ونفسية ولدية ابن آخر سجين وطفل يعاني من التوحد واثقلت كاهله الظروف والتيارات المعاكسة التي اخفت الابتسامة والوجه الحسن لتظهر الضد والعداء ولم تكن يوما ما في الحسبان فعذرته وهو معذور وليتني استطيع مساعدته ومؤازرته في الأمتحان الدنيوي الذي سيعبر من خلاله لجسر الصبر والرضى والاحتساب لماهو خير وابقى وسبحان من له الامر من قبل ومن بعد .

ومضة:

اعجبني شاعر لا اعرفه حينما يقول :

نمسي على حال ونصبح على حال

يوم لنا واليوم الاخر علينا

يوم سلى الخاطر ويوم غثى بال

طبع الزمان وحكمة الله فينا.

شاهد أيضاً

إن خانتك قواك ما خانك ربك ولا خانك ظناك

بقلم: ابراهيم العسكري تعرضت قبل فترة لعارض صحي اعياني من الحركة وارقني من النوم واثقل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com