بقلم / سميه محمد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج )
فالهدف من القصص الإسرائيلية هو أخذ العظة و العبرة والتسلية ذات الفائدة ..
كان النبي سليمان عليه السلام جالس يرى إستعراض الطيور في السماء بأنواعها و أشكالها فلاحظ وجود فراغ بينها .
فسأل سليمان عليه السلام :
لمن هذا الفراغ .
فقالت الطيور :
انه للغراب .
فقال سليمان عليه السلام :
فليأتي .
فجاء الغراب إليه
فقال :
مامنعك من الحضور
فقال الغراب :
لي عذري يانبي الله .
فقال سليمان عليه السلام :
وما عذرك .
قال الغراب :
لي أب كبر سنه وسقط ريشه وفقد احدى عينيه عاجز لايستطيع أن يحمي نفسه لذلك عندما تطير الطيور لتستعرض أغطي أبي بجناحي خشية أن تراه الطيور الجارحة فتأكله .
فقال سليمان عليه السلام :
أحضروا أباه إن كان صادقاً .
فأحضروه فوجدوه كما قال الغراب الابن .
فقال سليمان عليه السلام للغراب الأب :
ما أغرب مارأيت وما مر عليك .
فقال الغراب الأب :
في شبابي كنت أطير وأحلق ولا أترك مكان إلا رأيته أو وقفت عيني عليه .
وفي يوم من الأيام وأنا أطير شاهدت نوراً يلمع فتبعته فإذا هو سور من ذهب يحيط بمدينة كبيرة يدل عليها الثراء والقوة ،
وعندما رأوني أكرموني فذبحوا لي عجلاً وماعهدت من البشر أن فيهم من يكرم غراب ،
فذهبت ثم عدت بعد سنتين فوجدتهم ولكن أصبحت مدينتهم من الفضة إلا أنهم أكرموني وذبحوا لي هذه المرة شاة ثم طرت ولم أسأل عما حدث لهم ولماذا ،
ثم طرت وعدت بعد سنوات فوجدت حالهم يرثى له وعندما أقتربت رماني طفل بحجر ففقأ عيني أراد قتلي ليأكلني من جوعه فهربت .
فقال سليمان عليه السلام :
أتعرف مكانهم .
قال الغراب :
بلى أعرف مكانهم .
فأمر بالبساط فركب عليه سليمان عليه السلام والغراب كذلك ثم دلهم على المدينة فلم يكن هناك شيء .
فقال سليمان عليه السلام :
أين المدينة .
قال الغراب :
كانت هنا .
فأمر سليمان عليه السلام الريح فهبت على المكان المشار إليه فظهرت أنقاض مدينة .
فأمر سليمان عليه السلام الجند ان يبحثوا عن اي كائن حي .
فبحث الجميع فوجدوا ثعبان في بئر .
فسأل سليمان عليه السلام الثعبان :
عما حدث لأهل المدينة .
فقال الثعبان :
أتعطيني الأمان عهد الله إلا تؤذيني .
فقال سليمان عليه السلام :
لك عهد الله وميثاقه على شرع الله .
فقالت الثعبان :
أهل المدينة طغوا وتجبروا فأخذت أنفث في ماء البئر السم حتى ماتوا جميعهم .
فقال سليمان عليه السلام للجند :
أبنوا المدينة من جديد وأقتلوا الثعبان .
فقال الثعبان :
يانبي الله أعطيتني عهد الله .
قال سليمان عليه السلام :
اعطيتك عهد الله وشرعه وأنت لم تقتلي شخص او أثنين بل قتلتي مدينة كاملة .