جارنا الكويتي فضلآ رفقآ بالحيوان (18+)

 بقلم: إبراهيم العسكري

قبل بضعة ايام وانا في رحلة برية مجاورة لقريتي الحالمة مع بعض رفاق الدرب اثناء المساء وردني اتصال هاتفي من احد جيراننا في الحي الذي نسكنه بأبها وهو من اأشقاءنا الكويتيين الغالين فدار نقاشنا كما يلي:

هو: السلام عليكم مساء الخير بو احمد .

انا :عليكم السلام والرحمة هلا بالغالي بو فهد .

هو :ابو احمد تكرم بجوار بيوتنا تشلبين يقصد(كلبين)متشابكين رحت مشوار ورديت وهم مازالو متشابكين حاولت افكهم ما قدرت وما فكوو بعض .

انا : ضحكت شوي وقلت ابو فهد انت جاد او قاعد توسع صدرك بهالمكالمة فتراني مشغول شوي .

هو : لا والله من جد كسروا خاطري وحاولت افكهم من بعض ما قدرت .

انا: طيب وش المطلوب مني وكيف اقدر اخدمك وياهم يا جارنا العزيز .

هو: المطلوب ترسل لنا احد ابناءك يساعدنا نفكهم عن بعض مساتشين (مساكين)ما اعرف واشلون اشتبكوا مع بعض.

انا : حاولت اكتم الضحكات وقلت له ممكن اطلب منك طلب تكفى يا جارنا الغالي .

هو : ابشر تفضل يااااه اش دعوى .

انا : رح لبيتك وريح شوي مع استكانة شاي واكتب في النت ماذا يعني تلاصق كلب وكلبة مع بعض .

هو: اخوي انا والله ما امزح ابي اساعدهم فقط .

انا: تبي تساعدهم اتركهم وغادر المكان واترك لهم الحرية وبعدين اتواصل معاك لان عندي ضيوف حاليآ.

انتهت المكالمة واغلقت الخط وانا افكر بان جاري حلف ما يدري وش الحاصل بين تلك الاشتباكات المباحة لهما وقلت في نفسي جاري الكويتي راعي دين وتقوى وصلاة ومثقف ايضآ واكيد انه جاد وصادق حينما سألي ما بال تلك الكلاب متلاصقة .

في اليوم التالي تقابلنا بعد خروجنا من المسجد فقال:

ابو احمد المعذرة والسموحة منك اثناء اتصالي بالأمس وانا بالفعل دخلت على النت وأول مره اعرف ان تلك عملية تزاوج بين الشيلاب (الكلاب)

وبدأ يشرح لي بالتفصيل وبطريقته العفوية بعملية التزاوج واللقاح وانك تؤذيها في حالة التدخل لفك الاشتباك وما الى ذلك .

قلت زين انك عرفت بل اضفت لي اشياء ما كنت اعرفها حينما تعمقت في التفاصيل .

هنا قد يقول قائل او يتساءل وما شأننا نحن بذلك وربما يضيف الم تجد موضوع ارقى من الكلاب اعزكم الله .

فاقول وتكرمون جميعآ حيوان الكلب معروف بالوفاء ومن حقه علينا ان نوفي معه وان نتركه في شأنه اثناء طقوسه الخاصة به والكلب مذكور في القرآن الكريم حينما ضرب الله سبحانه وتعالى به المثل للكافر ولنا في ذلك العبرة والتدبر فقال تعالى :

فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.

ولعل لنا هنا ايضآ عبرة وتفكر باختلاف الثقافات والمفاهيم التي قد تفرضها بيئة المكان فانا وجاري جاوزنا عقدنا السادس ورغم التقارب بيننا كدول تختلف بيننا كثير من الثقافات ويجب ان لا نُنكر عليه فقد يخفى علينا الكثير مما يُدرك هو ولأن بيئته ربما كانت ذات حضارة وبعيدة عن عالم الحيوان مقارنة ببيئة ذلك البدوي راعي الغنم والأبل وغيرها من المواشي والحيوانات .

والثقافات كثيرة ومتشعبة باختلافها واختلاف مفاهيمها من مكان لآخر حتى بين افراد المجتمعات المتقاربة ويجب ان تُحترم فيما بينها من اختلافات تفرضها او تكتسبها من البيئة بشكل مختلف وبتنوع العوامل والظروف او التطبع حتى في القيم والمعتقدات والسلوك وغيرها كما عرفها لنا المؤرخ الفيلسوف ابن خلدون بقوله الأنسان ابن بيئته.

شكرآ جاري العزيز ابا فهد ولا تعاودها فهناك لافته تقول (ممنوع الاقتراب كي لا تقتل المتعة).

شاهد أيضاً

صقور الوطن الرقمية

بقلم /فاطمة محمد مبارك “أنا قوي بالله تعالى ثم بإيماني ثم بشعبي” ‏رحم الله الملك …

تعليق واحد

  1. أبو أحمد. لا أحد على وجه الأرض ينكر وفاء الكلب، وألفت كتب وقصص عن وفاء هذا الحيوان المخلص القنوع، وأنا شخصيا لدي كلب حول المنزل و قد اسميته اسما جميلا يدل على تقديري لما يتمتع به من اخلاص و وفاء؛ و لكن الغريب هذا التناقض العجيب عندما يراد شتم شخص ما يقال له (كلب) و الكلب له خدمات كثر انسانية و أمنية و يحمي ويحرس ينبه بوجود أي غريب.. و عندما يراد وصف شخص ما بصفة حميدة يقال له ( ذئب) والذئب غادر لئيم يقتل اليشر و المواشي و ليس له أمان أبدا… ( فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com