مشاعر القلوب كالزجاح

بقلم / سميه محمد 

كلما تطورت الحياة تصبح علاقاتنا صعبة و معقدة لأن المشاعر في بعض الأحيان تكاد تكون شبه جامدة عند بعض الأشخاص فقد وضعوا أعتبارات كثيرة و أسباب عديدة كالمال و المنصب و المعرفة بينما تكون المشاعر آخر أهتماماتهم ويأتي وقتها عند كيفية أستغلالها من اجل مصلحة ما ..

و نستغرب وجود شخص يعمل بتعب و جهد طيلة أوقات عمله لتأمين قوته و قوت عياله و هو مثل الآلة حتى أن من حوله أفتقدوا تلك المشاعر التي يتمنون أن يشعروا بها و يعيشون مع معانيها الجميلة ..

ومع الأيام التي تمضي يتأقلم الجميع فيعتادون على ذلك فيعتبرنه مجرد شخص يرتبط معهم بالدم ويوفر لهم المال الذي يحتاجونه كواجب عليه ..

اما مايحتاجونه من مشاعر نحوه فقد أصبحت كالخيوط الواهية تتقطع فور لمسها كشبكة العنكبوت فعدم الأهتمام يجعلك تفقد الشغف فتعتاد على الحالة التي تستمر فيها رغم أنك غير راضي عنها فهناك أمور في حياتك أنت مجبر على ان تتقبلها و تتحملها مهما كانت تستنفذ من طاقتك ..

كذلك نجد أشخاص يعتبرون المشاعر عائق في حياتهم يتسبب في ضياع كثير من الفرص التي تأتيهم ولو كانت هذه الفرص غير شرعية وخارجة عن القانون ، لذلك يقومون بتجميد مشاعرهم حتى لايؤنبهم ضميرهم فالأهم من المشاعر و الضمير بالنسبة لهم هو الحصول على المبالغ المالية التي تجعلهم يعيشون في رغد .

باعتبار ان الحياة الجميلة و الباذخة من حقهم فقط و لا يهتمون لغيرهم وقد لا يخرجون صدقات مالهم ، فغيرهم من البشر من وجهة نظرهم المريضة مجرد كائنات بسيطة وجدت حتى يقومون باهنتهم وكسر خواطرهم دون أي مرعاة لمشاعرهم ..

من ناحية أخرى يجبرون مشاعرهم على تقبل أشخاص لايحبونهم لمجرد الأستفادة منهم وفور الأنتهاء منها يكون المقابل النكران والجحود و خيبة الأمل ..

مع الأسف تمر علينا مثل هذه الأشخاص الذين لا ينتهون ويتنوعون و يتشكلون بكل طريقة و على أي مذهب ، ليس لديهم قوانين أو اعتبارات او مبادىء و أخلاق .

و في أحيان كثيرة نحن مضطرون لتقديم تنازلات لأشخاص لا يستحقون حتى تضيع منا أشياء جميلة وفي الوقت المتأخر الذي نهتم فيه بأنفسنا علينا أن نرمم جروحنا ونلملم شتات قلوبنا من أنسحاباتنا من علاقات سابقة .

فمشاعر القلوب رقيقة كالزجاج تتكسر مع خيبات الأمل وما ينكسر لا يعود كما كان ، و المعاني الحقيقة حينما تسقط تسبب شروخاً في دواخلنا لا نستطيع علاجها إلا على المدى الطويل ، وخير علاج هو عبادة الله بقرائة القرآن والتدبر في آياته ، و التأمل في مخلوقاته ، والصدقة ، و عمل الخير ، وذكر الله ….*

شاهد أيضاً

صقور الوطن الرقمية

بقلم /فاطمة محمد مبارك “أنا قوي بالله تعالى ثم بإيماني ثم بشعبي” ‏رحم الله الملك …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com