بقلم / إبراهيم العسكري
جمعتني الصدفة قبل ايام في مناسبة بالجلوس حول مجموعة من الناس لم اعتاد الجلوس مع مثلهم ولا يشرفني ذلك بعد ان عرفت نهجهم فهم من جهات متباعدة عن موقعنا عرفت بعضهم معرفة سطحية واغلبهم لا اعرفه جلسوا في زاوية تسعين اصاب بعضهم واجهة المجلس وبعضهم في الجنب الآخر .!
لا يكاد يدخل ضيف من المدعوين الا بتعليق منهم وضحكات سخرية..!
سئمت موقعي بجوارهم وما اسمع من مهزلة حديثهم ولكن لم يكن هناك خيار او مجال لتغيير موقعي قبل العشاء فقد اكتظ المجلس بالحضور .!
تمنيت ان موعد العشاء لم يتأخر كما حصل فحديثهم بجواري ممل وسخيف حينما رأيتهم وضعوا لانفسهم طبقة في زعمهم انها طبقة مخملية وذات اتيكيت وبرستيج خاص بهم متجاهلين ما يحملون من قذى وقاذورات بين احشائهم تغطيها تلك الماركات شكلآ وليس مضمونآ فلبسهم متقارب الماركات التي لبسوها لتغطئة السوءة مع ما ذكر اجلكم الله .!
حضر من بعيد احد الضيوف المدعوين احسبه شيخ كبير ودخل المجلس وسلم بتحية الاسلام وبصوت مرتفع وهو يتوكأ عصاه واخذ مكانه في الجانب الآخر وجلس .!
اهل الزعم الذين جلست بجوارهم بما انتهي بي المجلس بغير شفي رأيت احدهم يشير لذلك الشيخ في الجانب الآخر امامنا باحدى اصابعه القذرة ويتحدث مع من حوله وكأنه يستنقصه ويهزأ من هندامه بل سمعته يقول من عزم هذا الثور.!
للاسف تلك البشكة المخملية في زعمهم والسفلية في نظري وربما في نظر الكثير لست امون عليهم لاتحدث معهم وكان بيني وبين المتحدث الرسمي لهم رأس الافعى الذي يعلق لكل من دخل المجلس او خرج بيننا مسافة لا تسمح بمخاطبتة بأن يهدأ من الممارسات الصبيانية وربما يتحول الحوار لمهزلة لا تليق بالمجلس ولا بالمضيف والضيوف فليس لهم ذنب وبالكاد اسمع بعض الكلام فكتمت ما سمعت وسكت لابينه هنا لاحقآ ولعله يقرأه ومن معه وبدورنا نأخذ الحيطة والحذر من امثالهم .!
اكثر حديثهم وهمهم انحصر بتصنيف الحضور وانتقاد الداخل والخارج من المجلس حتى ان احد المارة في المجلس كان متينآ فاذا بهم يتضاحكون منه ويقلون كان الله في عون الكرسي من ذلك الفيل واضاف آخر بما نترفع عن ذكره هناء.
عجبت وحزنت لهم فليسوا صغار بل اغلبهم غطاه الشيب وأن حاربه بالصبغ بل تجاوز اغلبهم نصف قرن واصغرهم اقترب من ذلك وعلمت لاحقآ ممن حولي ان فيهم ضابطين ولكن العقول والاخلاق الراقية في الغالب هي منح من الواحد الوهاب فلا تدرس بالجامعات ان لم تمنح من البيت ومن الذات فكما قيل الخلق والادب قد يحمله عامل نظافة ويفتقده دكتور او فيلسوف او اكبر .!
همي بما اخشى ان نترك لمثلهم الحبل على الغارب فتستأنس الرذيلة والغيبة والنميمة وتمتد حتى يأخذوا من نهيق الحمير ونباح الكلاب والحيص والبيص بمصادر غير مسؤلة ويتهم بينهم العاقل بالرجعية والتخلف .!
علم الله ان ذلك السلوك المشين ارق مضحعي ذلك المساء لاقول لذلك الساخر السخيف الحقير ومن حوله يصفقون لن تبلغوا في الفضل منازلهم ولا لربع العشر منها فالذي وصف ذوالشيبة الطاعن في السن بما يفوق عمر ابيه بالثور هو اجدر بالبهيمة فيضحك الامعات من حوله ويقهقهون بما يسخرون وبالتأكيد ان مصيرهم اسوأ من ذلك الحال فمن يسخر من اي شخص بما اتاه الله من خير او شر او بلاء لا يساوي ذلك الساخر في سوق العبيد فت بعرة او شراك نعل ممن سخر منه واسمحوا لي ببعض الكلمات التي لم اعتادها الا لمثلهم ولا تليق الابهم لنضع مسافات تبعدنا عنهم اجلكم الله واعاذنا الله وإياكم مما بلاهم ومن الفتن ما ظهر منها وما بطن .