أطفالنا والإضطراب النفسي والعقلي

بقلم /سلوى محمد المري 

مع تطور العصر الذي نعيش فيه ، وثورة التكنولوجيا ،ومع تغيير بعض المفاهيم والعلاقات الإجتماعية ،نلاحظ ظهور بعضا من الأمراض النفسية، والعقلية بين الأطفال ،ولاسيما في السنوات العشر الأخيرة ،إذ أصبحت هذه الأمراض منتشرة بين الأطفال ،على الرغم من الجهود التي تبذلها الأسر ،لحماية ورعاية أطفالها ،

فتعتبر الأسرة هي العامل الأول والأساسي، في صنع سلوك الطفل بصبغته الإجتماعية، وهي المسؤول عن كل ما يكتسبه الطفل، من خبرات مؤلمة، ناجمة عن أساليب خاطئة في التنشئة، حيث تبقى معه هذه الخبرات، حتى يكبر ،وتؤدي به إلى إضطرابات في شخصيته، مما يجعله عرضة للأمراض النفسية والعقلية ، ورغم أن الأسرة هي المسؤول الأول ،عما يكتسبه الطفل من سلوكيات ،إلا أنه وغالباً ما يواجه الأطفال، الذين لديهم اضطرابات سلوكية مشكلات وتحديات مع أسرهم ومجتمعهم، وأصدقائهم كالرفض، والنبذ، و الإقصاء.

يمكن أن يبدأ الإضطراب النفسي ،في أي عمر، ولكن معظم الإضطرابات النفسية تبدأ في وقت مبكر، من الحياة،و تشير التقديرات إلى أن نحو 50% من الإضطرابات النفسية تظهر قبل سن 14 عاماً.” يمكن أن يعاني الأطفال والمراهقون من مجموعة من الإضطرابات النفسية تشمل : الإكتئاب و

القلق ،والاكتئاب لدى الأطفال أمرًا هامًا لضمان رفاهيتهم النفسية، حيث يمكن أن تظهر هذه الحالات بأعراض مختلفة مثل: – القلق المستمر – التغيّب عن المدرسة – الإنعزال عن الآخرين.

تميلُ أعراض إضطرابات الصحة النفسية إلى أن تكون مشابهة للمشاعر التي يمر بها كل طفل، مثل الحزن والغضب والشك والشعور بالوحدة،إنَّ الفرق بين إضطرابٍ وشعورٍ طبيعيّ، هو المَدى الذي تُصبح فيه المشاعر قويةً، إلى درجة أنَّها تستحوذ وتُؤثِّر في النشاطات المتعلقة، بالحياة الطبيعية أو تجعل الطفل يُعاني،ولذلك يستخدم الأطباءُ المعايير والمحاكمة السريرية لتحديد متى تتوقَّف أفكار وانفعالات مُعيَّنة عن كونها جزء طبيعيّ من تجربة الطفولة وتُمثِّل اضطراباً.

وتتعدد أسباب إنتشار الأمراض النفسية والعقلية بين الأطفال، حيث قد تكون نتيجة لعوامل وراثية،

إذا كانت هناك تاريخ عائلي، لمشاكل نفسية، فإن احتمالية تطويرها لدى الأطفال قد تكون أكبر.

أيضا البيئة التي يعيش فيها الطفل، تلعب دورًا هامًا في تطوير الأمراض النفسية،

والتعرض لعوامل الضغط النفسي، قد يؤدي إلى ظهور أعراض نفسية ،مثلا :

الضغوط النفسية التي يتعرض لها الطفل، في المدرسة أو في المنزل، قد تؤدي إلى تدهور حالته النفسية وظهور أعراض مرضية.

وتعتبر الصدمات النفسية،

من أسباب الأمراض النفسية عند الأطفال وقد تنتج بعض الإضطرابات النفسية عند الأطفال نتيجة الإساءة العاطفية أو الجسدية، أو الإهمال من الأبوين، أو فقدان أحد الوالدين،

بالإضافة إلى تعرض الطفل للتنمر من أصدقائه أو مشكلات المدرسة أو المشكلات الأسرية.

العوامل البيولوجية، لها دور في ظهور بعض الأعراض النفسية إذ

ترتبط الأمراض النفسية بتغيير مستويات النواقل العصبية، مثل: السيروتونين أو الدوبامين في المخ.

و تلعب التغذية السليمة والنشاط الحركي، دورًا حاسمًا في تعزيز الصحة النفسية للطفل، حيث إنّ الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية الضرورية وممارسة الرياضة بانتظام ،تسهم في تعزيز التوازن النفسي والعقلي لديهم.

الأعراض النفسية الشائعة لدى الأطفال:

الإنفصال العاطفي عن الوالدين.

التغيرات المفاجئة في السلوك.

القلق الشديد والخوف المفرط.

تغيرات مفاجئة في الوزن أو الشهية.

الصداع الشديد أو آلام في المعدة بدون سبب طبي ملموس.

 

و هناك بعض المؤشرات التحذيرية ،التي تشير إلى إحتمال إصابة الطفل بإضطراب في الصحة العقلية ما يلي:

 

حزن متواصل يستمر لأسبوعين أو أكثر.

تغيرات في نشاطه الإجتماعي أو اعتزال الآخرين.

إيذاء نفسه أو الحديث عن إيذاء نفسه.

الحديث عن الموت أو الانتحار.

التعرض لنوبات غضب أو التقلبات المزاجية أو العصبية المفرطة.

السلوك الخارج عن السيطرة الذي يمكن أن يكون ضارّا.

تغيرات جذرية في المزاج أو السلوك أو الشخصية.

تغيرات في عادات الأكل.

فقدان الوزن.

صعوبة النوم.

الإصابة بحالات صداع أو آلام المعدة بشكل متكرر.

صعوبة التركيز.

ضعف الأداء في المدرسة.

عدم الذهاب إلى المدرسة.

عند فهم جميع العوامل ،التي تؤثر على الطفل، يمكننا توجيه جهودنا نحو الوقاية، والتدخل المبكر ،لتجنب تفاقم المشكلات النفسية والعصبية.

لا شك في أن الرعاية والدعم العائلي، يلعبان دورًا حيويًا في تحسين الصحة النفسية والعقلية للطفل. عندما يجد الطفل الدعم والتشجيع من أفراد عائلته، يمكنه التعامل بشكل فعال، مع التحديات التي قد يواجهها، فالحب والدفء الذي يتلقاه الطفل في بيئته المحيطة ،يمكن أن يكون عاملاً رئيسيًا في تقوية صحته النفسية والعقلية وحمايته من الأمراض .

وهناك عدة أنواع من العلاجات المتاحة، لمساعدة الأطفال، الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعقلية تشمل هذه العلاجات:

العلاج النفسي: جلسات مع أخصائي نفسي للتحدث واستكشاف المشاكل النفسية والعقلية.

العلاج الدوائي: يتضمن استخدام الأدوية لتقليل الأعراض وتحسين الحالة النفسية والعقلية.

العلاج السلوكي: يركز على تعديل السلوكيات الضارة وتعزيز السلوكيات الإيجابية.

بتقديم الدعم العائلي واستخدام العلاجات المناسبة، يمكن تحقيق تحسين كبير في حياة وصحة نفسية الأطفال المصابين.

لا شك في أن التشخيص المبكر، للأمراض النفسية والعقلية، لدى الأطفال يلعب دورًا حاسمًا في تحسين توجهات علاجهم، وتحسين جودة حياتهم ،من خلال التشخيص المبكر، يمكن تحديد المشكلات النفسية والعقلية ،في مراحلها المبكرة واتخاذ الخطوات اللازمة للتدخل والعلاج المناسب لها. بالتالي، يمكن تقليل الآثار السلبية وتعزيز التحسن والتعافي للأطفال المصابين.

وتؤكد الدراسات الحديثة أن لعب الأطفال، هو أفضل وسائل تحقيق النمو الشامل، المتكامل للطفل ففي أثناء اللعب يتزود العقل بالمعلومات، والمهارات والخبرات الجديدة من خلال أشكال اللعب المختلفة، التي تثري إمكانياته العقلية والمعرفية، وتكسبه مهارات التفكير المختلفة ،وتنمي الوظائف العقلية العليا كالتذكر والتفكير والإدراك.

almryslwy6@gmail.com

شاهد أيضاً

باب ما جاء في حب “ السعوديه “

بقلم/ الدكتور خالد ال سعد مر بنا وبالعالم أجمع خلال اليومين الماضية درس عظيم، درسٌ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com