إن الله مع المؤسس

بقلم/ الدكتور صالح الحمادي

في ذكرى يومنا الوطني يكتب الكتاب، ويتغنى الشعراء، وتصدح الحناجر بأعذب الألحان، ويحضر الفلكلور، والتراث والعراقة والتاريخ في كل شبر من أنحاء الوطن، وتحضر المهرجانات، وتظهر ملامح الإنجازات، وتتراقص المشاعر والاحاسيس بمواطنة صادقة يشاركنا فيها كل ضيوف هذا الوطن المعطاء.

وسائل التعبير عن الغبطة والسرور بوطن الأمن والرخاء والاستقرار تأتي بعدة طرق، وبعدة وسائل، اما انا فيشدني الوطن إلى اتباع أسلوب سنوي اعمله ببساطة متناهية اجمع فيه أسرتي في منزلي، أو استراحتي الصغيرة في قريتي مسقط رأسي، وأعمل احتفال مبسط ابلغ فيه أبنائي واحفادي وأسرتي الكريمة ان الملك عبد العزيز مؤسس هذا الكيان العظيم وفر لنا وطن نعيش فيه بعزة وكرامة وهذا يكفي.

من حق مؤسس هذا الكيان في احتفالنا بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا الدعاء له قبل أي مظهر من مظاهر الاحتفال، ومن حقه علينا الوفاء له ولأبنائه البررة من بعده فهذه أمور حثنا عليها ديننا الحنيف، ومن حقهم علينا ان نقارن بين اوضاعنا وأوضاع دول عدة منها دول الجوار، ونستعرض ما أفاء الله به علينا من خير، ورفاهية، واستقرار، وصحة، وتعليم، وهنا نمسك بمربط الفرس.

فشل الملك عبدالعزيز في استعادة ملك أبائه واجداده رغم قوة جيشه المكون من ألف رجل مقارنة بقوة الحامية في مدينة الرياض، وانهزم جيش الملك عبد العزيز، وتفرقوا في كل اتجاه، ورغم هزيمة الملك عبد العزيز وفشل محاولته الأولى 1318ه إلا أن همته العالية جعلته يعاود الكرة بقوة قوامها أربعون رجل فقط، واستطاع استعادة الحكم 1319ه وهنا تحضر الفوارق بين القوتين لتكتب لنا حقيقة غائبة عن المؤرخين، ولا تغيب عن المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فقد كانت المحاولة الأولى تخلو من إرادة الله ففشلت، والثانية تؤكد أن قدرة الله وتسهيله وتيسيره عز وجل أن أراد أن يؤتي الملك لمن يشاء، وان ينزعه نزعا إذا أراد فقد صعب الموقف بقوة عسكرية كبيرة، وتسهل الأمر بقوة أربعين رجل كلهم على قلب رجل واحد، ومن هذه الرواية التي اسردها لأسرتي ورفاق دربي أقول لهم بالمختصر المفيد ” إن الله كان مع المؤسس العظيم”، ومن كان الله معه فلا خوف عليه.

تنقلت في ارجاء المعمورة وزرت ستة وأربعين بلد ووجدت في اسفاري كل العبر ، ولكن لم اجد اجمل وافضل من وطني “السعودية العظمى”، التي تسابق الزمن في التطور والنماء والأمن والرخاء، دون أن تفقد هويتها، وخصوصيتها ودون أن تفقد رعاية المولى وحفظه الذي يدرأ المخاطر عنها، وهكذا تمضي بنا احتفالات ذكرى يومنا الوطني 94 بانتظار المزيد من السنين والمجد والرقي والسؤدد بقلوب مطمئنة لأن الله معنا فلله الحمد من قبل ومن بعد.

شاهد أيضاً

ديسمبر والشتاء : برودة تحمل الدفء

بقلم الأستاذة / صالحة القحطاني “يأتي الشتاء ومعه البركة وتحجب غيومه ذاكرة الصيف” كان سبتمبر …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com