((من ذكرياتي في لبنان ))

بقلم/ حسن سلطان المازني 

خلال الحرب الاهلية التي عصفت بلبنان بداية من عام 1976م ولسنوات طويلة كانت كفر قطرة ودير القمر ومعاصر بيت الدين وقضاء الشوف ونبع الصفا وجبل الأرز في مناء عن الحرب الاهلية على الرغم من ان تركيبة سكانها كانت ولا زالت من السنة والدروز والمسيحيين ولكنهم متعائشين مع بعضهم بسلام ووئام ولقد جلست في قضاء الشوف سنوات وتحديداً في ضيعة كفر نابرخ ضمن قوة الردع تحت مظلة جامعة الدول العربية فكنا نجول دير القمر وكفر قطرة وبيت الدين وبعقلين وبعذران وضيعة عائلة ارسلان والفريديس وجميع ضيعات قضاء الشوف ولم نسجل خلال عملنا اية حادثة جنائية او اخلاقية بل كان سكان تلك الضيعات والمراكز في غاية اللطف والتعاون والكرم والأخلاق الحميدة ومرت بالبنان عدة حروب كالاجتياح الاسرائيلي صيف 1982م و 2009م

وبقيت هذه الضيع والمركز بعيدة عن شبح الحروب والدمار ولعل السبب الرئيس هو عدم استقبال سكان تلك الامكنة اي مجرم او ارهابي يجر عليهم القتل والويلات والدمار والتشريد فهم سكان مسالمون إلى درجة خرافية وعندما غادرنا قضاء الشوف عائدين إلى بيروت بعد انتهاء مهمتنا ودعونا الأهالي بالدموع والورود والاهازيج وفي مقدمتهم عقل واعيان ضيعة كفر نابرخ الكبيرة بناسها…جلست اجتر الذكريات واقارن بين الامكنة والإنسان فالمكان الذي لا تطأه قدم مجرم سيعيش هو وناسه في امن وسلام ومن وطأته اقدام المجرمين فلن يهنأ بأمن وسلام وسيجر على المكان والإنسان الفوضى والخوف والقلق ولنا في اذرعة ايران في المنطقة عبرة فلم يدخل ذراع من هذه الاذرعة العفنة مكان إلا وعمته الفوضى والجرائم الجنائية والاخلاقية وتدمر المكان نسأل الله ان يكفينا بهم بما شاء.