اقتراح ومبادرة لمجالس الصلح القبلي

بقلم الكاتب / زارب آل معدي

الرابحون هم أهل الإيمان الصَّادق، والعمل الصَّالح، والتواصي والتَّناصح بالحقِّ والصَّبر عليه، وهم المتعاونون على البرِّ والتَّقوى، جعلنا الله وإياكم منهم ، ويقول -جلَّ وعلا-: ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا …) .
هنا أُشير الى حديثي السابق في مقالين الأول كان بتاريخ 10 اكتوبر 2024 في صحيفة عسير الإلكترونية بعنوان ( من وجهة نظر خاصة) والثاني بتاريخ 14 اكتوبر 2024 في نفس الصحيفة بعنوان (مبادرة تحسين مجالس الصلح القبلي)، وجميعهما مكملان لبعضهما البعض وفي هذا المقال الثالث المتمم لهما سوف أُبرز لكم بعض معالم اقتراح هذه المبادرة القبلية التي تحدثت عنها وقد تصلح ( كبديل لمجالس الصلح القبلية الحالية ) فإن وجِد فيها شيئاً جديداً على ماهو معمول به من من قَبل فالحمدلله ، وان غير ذلك فما كان منّا إلا وجهة نظر خاصة ، قصدنا بها المصلحة العامة ونتمنى للجميع التوفيق .
كانت الفكرة بإنشاء مجلس صلح قبلي ويُعقد عند الحاجة وتنفذ اجراءاته بحزم وأعضائه كالتالي ؛
أ- منسق أو الممثل من لجنة اصلاح ذات البين من إمارة المنطقة التي فيها الحدث .
ب- عضو (1) ( مؤثر ) من منسوبي الدعوة والارشاد للوعظ وتهيئة جو الحوار بطمأنينه.
ج- عدد (2-4) من أعضاء اصلاح ذات البين بالامارة المصرح لهم ، أو من محافظة ( ولي الدم ) يتم اختيارهم بعناية.
د- عدد ( 4-8) من المشائخ والنواب من مجتمع الطرفين ومن منطقتهم أو قبائلهم.
هـ- عضو (1) فني توثيق وتصوير ( لاينشر الا ما تم موافقة مجلس الصلح عليه )
و- في حالة تقارب وجهات النظر للصلح للمرة الأولى لايمنع اجتماع من يهمه الامر من طرفي القضية كمرحلة ثانية ولكن بعدد لايتجاوز من 20- 60عند الضرورة وبحسب القضية.
ويكون المكان ؛
– داخل أروقة مبنى الأمارة
– أحدى صالات المسرح
– أحدى القاعات بالجامعة
– استئجار استراحة أو قاعة .
– المكان الذي يختاره ولي الدم.
– مقر الشيخ أو النائب أو المُعرف الذي ينتمي اليه ولي الدم من قبيلته.
كان هذا إقتراح ومبادرة بديله لما يجري الآن لتكون أكثر ترتيباً ونفعاً أمنياً وثقافياً واعلامياً واجتماعياً وكسباً للوقت ، وتهيئة أرضية صالحة لنقاش أي قضية بهدوء ، وبأعداد محدودة ، وتخفيف العبء على رجال الأمن والمرور وكذلك السيطرة على فوضى التصوير والسنابات والمتحدثين ، واتوقع انجاز أي صلح قبلي في قضية قتل أو ماشابهها بهذا الشكل هو أفضل طريقة ، سريعة ، وسلسة ، وتحت مظلة أمنية ، وأرضية هادئة ، دون ضغوط أو اكراه لأي طرف ، وأقل جهداً وتكلفة ، وأقل وقتاً وأكثر أريحيه ، بعيداً عن الشمس والعراء ، وفيه احترام وتقدير للمشاركين ، ولدي تفاصيل أخرى عن الاسباب التي دفعتني للكتابة والواقع والنتيجة ، قد يستنبطها القارئ مماسبق في جميع هذه المقالات الثلاثة ، وقد نوضحها لاحقاً لمن يهمه الأمر ، وللعلم بمثل هذا العادات القبليه وكثافة الحضور لاتوجد في جميع قبائل المملكة العربيّة السعودية بالصورة التي نتحدث عنها.. بل إن ما اقترحناه يخدم أصحاب الذروة من هذه العادات ( والصلح خير ) ولايحتاج كل هذه الأعباء السابقة وهي بلاشك عادات جيدة في معظمها ولكن أن تصبح حملاً ثقيلاً وعبءً كبيراً بغير حاجة والبديل موجود ، فالحل في هذه المبادرة ان شاء الله ، كما رأيناها من وجهة نظر خاصة ، وبأيسر الأمور ، وهذا الواجب علينا من باب التعاون والمشاركة كخدمة اجتماعية ، فإن أصبنا فلله الحمد ، وإن أخطأنا فماهي إلا وجهة نظر قد نتفق أو نختلف ، والله ولي التوفيق .

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com