الأمير تركي … ومفهوم التكيّف

بقلم الكاتب / زارب آل معدي

شدني حديث صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال أمير منطقة عسير حفظه الله في أحد الحسابات عن مفهوم التكيّف ، وضرب لذلك عدة أمثال ، جعلتني أبحث وأكتب عن ذلك الموضوع كحديث شيّق ومهم ، والحقيقة وجدت الكثير من التعابير والأراء والتعريف لمفهوم التكيّف ولكني اختصرتها في بضعة أقوال حيث عُبّر عن مفهوم التكيّف بأنه “حاله التطور البشري في سلم الأرتقاء التي مر بها الإنسان” وجاء باحثوا الجغرافيا ليعبروا عنه بالإنسجام مع عناصر البيئة المتنوعة والمؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر على حياة الإنسان، فقيل بأنه “مدى إستجابة الإنسان لظروف البيئة الطبيعية” وأنطلق علماء الإجتماع في تحديد مفهومه عبر توجهاتهم الفكرية والفلسـفية فوصفه ابن خلدون بأنه “الـرد البيئي الذي يضمن بقاءه وحفظ نوعه”ووصفه آخرون بأنه “حاله التوازن بين المجتمعات أو بين المجتمع والوسط الذي يعيش فيه أو بين الأفراد”، وقيل بأنه “التطور والتغير الإجتماعي في النظم الإجتماعية لتتلائم مع البيئة المحيطة” ويفسر حالة التكيف البيئي “بأنه مدى الاستجابة للعوامل البيئية المؤثرة في حياة الإنسان لضمان البقاء وحفظ النوع البشري” وأعطى علماء الإقتصاد مفهوماً لحاله التكيف فعبروا عنه “بحالة تطور النشاط الإقتصادي وتدرجهُ في المجتمعات”، وفسر علماء التأريخ التكيف بالحالة التطورية والتغيير، فتم وصفه بأنه “الإستجابة والتغيير التي يَعمْد إليها الإنسان من أجل البقاء”وأتجه علماء آخرون في تفسير تكيف الإنسان مع بيئته بأنها “التغيير المستمر في حياة الإنسان والتي تأتي من الإستجابات الخلاقة التي يبديها هو ومجتمعاته إزاء تحديات البيئة ، وسعى معجم المصطلحات للعلوم الإجتماعية إلى تفسير التكيف بأنه “مصطلح مرتبط بعلم الحياة يدل على تغيير في الكائن الحي سواء أكان في البناء أم في الوظيفة، فيجعله أكثر قدره في المحافظة على حياته أو على أبناء جنسه “وعبر قاموس العلوم الإجتماعية قيل بأنه “مدى التغيرات الفسولوجية والثقافية الوراثية لدى أفراد المجتمع” وعُرِّف “بأنه إمتلاك القدرة على التعديل بما يتلاءم والظروف البيئية”.
وتوجه الباحثون والمتخصصون في مجال الإدارة بصياغة عدة مفاهيم للتكيف التنظيمي من خلال إيمانهم بضرورة تكيف المنظمات مع بيئاتها وإبقائها فاعله ولتعدد المفاهيم تم تصنيفها إلى عشرات التصنيفات ، فمنهم من وصفه “بقبول حالة التغيير ومواجهة التحدي البيئي وتقديم وتنفيذ الاستراتيجيات الجديدة”.
وذهب باحثون ليُعَبّروا عن مفهوم التكيف بأنه “عملية تفاعل مستمرة سواء أكانت بين الفرد والمنظمة من جهة أم بين المنظمة والبيئة من جهة أخرى”وقال آخرون بأنه “قدرة الفرد على التفاعل مع الآخرين ومع نظام العمل”.
وأتجه بعض العلماء في تفسير تكيف الإنسان مع بيئته بأنها “التغيير المستمر في حياة الإنسان والتي تأتي من الإستجابات الخلاقة التي يبديها هو ومجتمعاته إزاء تحديات البيئة المحيطة” لذلك يمكن أن تكون التكيفات لدى البشر فيزيولوجية أو جينية أو ثقافية وتسمح للناس بالعيش ضمن مجموعة متنوعة من المناخات ، وهذا الأمر يحتاج الى مهارة التكيف وهي القدرة على الاستجابة بفعالية للسيناريوهات والتحديات المختلفة التي تواجهها بشكل مستمر في مكان البيئة و العمل التي تعيش بها أو تحيط بك .

شاهد أيضاً

كم كنت عظيماً يا ابي

بقلم : د. علي بن سعيد آل غائب بمناسبة الذكرى الخامسة على رحيل والدي رحمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com