بقلم / إبراهيم العسكري
قاسمتنا الحياة الدنيا كثير من النقائض وعندما ندرك انها تجري بأمر الله فلا يحق لنا الاعتراض على مجرياتها حتى لو بعثرتنا ومزقت بعض احلامنا في الوجهة التي نريد .!
قاسمتنا الفرح والحزن فتزيد وتنقص
قاسمتنا الصحة والمرض فتزيد وتنقص
قاسمتنا متضادات واشياء كثيرة ليس المجال هنا لحصرها .!
قاسمتنا حتى في العلاقات الاجتماعية فاكسبتنا اخوة لم تلدهم امهاتنا فكانوا لنا نعم الاخ والصديق والرفيق والمعين وعلى النقيض قاسمتنا مع من بهتنا وظلمنا وحينما اشتدت سواعدهم حملوها بالغل والحقد والمكره دون مبررات ولكن حسدآ من عند انفسهم اجارنا الله وإياكم من ذلك.!
ايقنا ان العلاقات تدرك بجمال المواقف والسعي للأخاء والحب بما يحب المرء لنفسه مهما طال الوقت او قصر فتبقى النية مطية .
في مشوار الحياة تفاجأنا بالكثير ممن يتلبسون باقنعة التقى والورع والود واثبتت الايام انهم يحملون بين الاحشاء الكره والخبث والحقد والحسد وووو الخ.!
كثير من العلاقات حينما اشتدت بها الامواج ترهلت وتنازلت عن كثير من القيم والمبادئ بعجل ولم تأبه بما سبق من التعايش في المنشط والمكره ولا حتى تعترف بتقاسمنا في سنين وايام مضت الماء والعيش والملح .!
مثل اولائك اعتبر شخصيآ خسارتهم مكاسب لنا لتبقى الشيم والمرؤات بدلآ من الصبر على الذل والخذلان .!
اعتقد ان الغربلة اصبحت من الضرورة بمكان للبقاء على ثلة من الأخوة والاصدقاء الاوفياء فقط هم الذين تقبلهم بمكارمهم وعيوبهم ويقبلونك كذلك نتفق بيننا ونكرم بعضنا البعض ونتجاوز ونتغافل لتبقى سفينتنا آمنة بحفظ الله ورعايته.!
الحياة الكريمة الهادئة لا تشترط كثرة العلاقات خصوصآ مع من تختلف افكارهم مع افكارنا .!
ليبقى توازننا في الوسط فسنختار من اختارنا للبقاء كأخوة واصدقاء بوفاء بلا غدر وسنعذر من غادرنا ليعذرنا ونعيش الحياة بجمالها وتقبل تقلباتها او حتى ميلها.!
اما ما قدمناه لاولئك المغادرون من جميل ومعروف فنرجوا ان يكن محفوظ لنا باحد مصادر الزكاة فلن تضيع عند الله .!
واخيرآ قالت العرب .
ان الكرام وان ضاقت معيشتهم
دامت فضيلتهم والأصل غلاب .
إِلَى اللهِ أَشْكُو أَنَّنِي بَيْنَ مَعْشَرٍ
سَواءٌ لَدَيْهِمْ طَيِّبٌ وَخَبِيثُ
لَهُمْ أَلْسُنٌ إِنْ رُمْنَ أَمْراً بَلَغْنَهُ
مِنَ النَّفْسِ مَصْنُوعٌ لَهُنَّ حَدِيثُ
تَرِثُّ عَلَى قُرْبِ الوِدادِ عُهُودُهُمْ
وَكَيْفَ يَدُومُ الشَّيءُ وَهْوَ رَثِيثُ
فَلَيْسَ لَهُمْ فِي سالِفِ الدَّهْرِ مَحْتدٌ
قَدِيمٌ وَلا فِي الْمَكْرُمَاتِ حَدِيثُ
بَرِمْتُ بِهِمْ حَتَّى سَئِمْتُ مَكَانَتِي
وَأَنْكَرْتُ طِيبَ الْعَيْشِ وَهْوَ دَمِيثُ
إِذا لم يُغِثْنِي اللهُ مِنْهُمْ بِفَضْلِهِ
فَمَا لِيَ بَيْنَ الْعَالَمِينَ مُغِيثُ. محمود سامي البارودي _ رحمه الله واسكنه فسيح جناته.