التنمر الإداري حيلة الخائب

بقلم: إبراهيم العسكري

بفضل الله التحقت بالوظيفة بسن مبكر مع بداية القرن الحالي حيث لا زالت شابآ يافعآ نافعآ طاعشيآ وحتى لا يقع طاري القاريء بفهم خاطيء اوضح ان القصد اي قبل عمر العشرين عامآ فكان حينها مرسومآ لدينا الادارة المدرسية المهيمنة او بعض وليس الكل من المعلمين المتنمرين ممن لايجيد مهنة ايصال المعلومة بقدر اجادته لزرع الخوف والرعب بالطلاب ومحاولة تفريغ نتائج ضربات ولكمات جلد كان يتلقاها هو ربما لسوء سلوكه في مسيرته السابقة اثناء تعليمه فيصوب ويجير اضرارها ونتاجها للطلاب الأبرياء الذين قادتهم اقدار الله ان يكون امامهم شبحآ لا معلم تربية وتعليم ناهيك عما خلفوا من رواسب حقد وكراهية منهم ومن اشباههم من غير الموفقين في اداء رسالة العلم والتعليم .!

نعود لوظيفتي حينما جرت مسابقة وظيفية بديوان الخدمة المدنية انذاك ونجحت بفضل الله وتقدمت لمباشرة العمل فلاحظت اثناء مسيرة العمل وجود عينات لا تخلوا بعض الادارات من ذوي التنمر الاداري فتراه يتهالك في سبيل ما يسميه المسؤلية في حين ان الأمور سهلة وميسرة لا تستاهل الافراط في النقد والتجريح ولكن ربما كان لدى من يتخذ ذلك الاسلوب نزعات عدوانية وترسبات غير منطقيه تجرعها من قبل .

مشينا في السلم الوظيفي ومشت الحياة وبفضل الله وصلنا مكانة مناسبة تحظى بقناعتنا والرضى الى حد ما وتحملنا رئاسة ادارات متنوعه وحاولنا ان يكون شعارنا بعيدآ عن التعالي والفوقية والتنمر واضعين في الاعتبار ان كرسي الدوار تخلفناها ممن سبق ولن يدوم لاحد وان اهداف العمل تتحقق بروح الفريق المتجانس بعوامل مشتركة وروح مرحه ومتفاعلة مع بعضها بالحب والاخاء.!

اثنا مسيرة العمل لمدة تزيد على خمسة وثلاثون عامآ عاصرنا فيها كثير من الكفاءات الممتازة خلقآ وسموآ واقتدار ولايخلو النقيض ممن يحمل تركيب ناقص مهما تعلى او تعلم فبعضهم تجري في عروقه الخيبة او النذالة او حتى التهكم والعدوانية بغير وجه حق .!

يبلغني احدهم فيقول تخيل وردني اتصال خارج وقت الدوام من مسؤل بادارته وقال اقنع فلان بان يستلم مهام العمل الذي كلف به مؤخرآ .!

فقلت بصفتي من اقنعه .

فرد بحكم القرابه التي اعرفها بينكم .

واضاف في حالة الرفض فلا يحلم بالترقية .

فقلت له هذا لي ذراع ولا يجب ان يصدر من مثلك .

فاقام الدنيا ولم يقعدها وبانت خوافيه .

آخر يحدثني ممن يعمل بوزارة اخرى فكان مهندسآ يشار له بالبنان كونه من المهندسين الاكفاء واذا به يحمل هم كبير فقلت علام الهم يا اخي .!

قال ان المسؤل برأس الهرم لديهم كلفه ابلاغ زميل له بتقديم استقالته او سينهى عقده.!

فقلت لمحدثي وهل ذلك الموظف يستحق انها العقد بسبب تقصير منه .!

فاورد قائلا بل هو قاد ادارته باقتدار ودراية وهي من انجح ادارات الجهة وقال هو نجم ولكن ربما لم يحلوا للمسؤل او انه يريد التغيير بما يتماشى مع اهدافه.!

فقلت لصاحبي اذآ انصحك بان لا تساهم في اطفاء النجم ودع المسؤل يتصرف بما يمليه ضميره ولا يجعلك مرسال شؤم ابدآ.!

مثل هذه التصرفات تعد من اقسى انواع التنمر الاداري ونحمد الله ان رحل اهل تلك المآسي والصفات وبقي لهم الوقوف خصومآ امام محكمة العدل عند الله الواحد القهار.

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

2 تعليقات

  1. يحيى السميري

    اشهد انك من خيرة من عرفتهم في حياتي علم وأدب وعطاء ودماثة خلق ومحب الخير لكل الناس

  2. صح بيانك ودام ألقك ابااحمد
    عرفناك متواضعاً محباً للخير لم تغيرك المناصب بل زادتك رفعة، كون النضج ملازماً لك منذ ريعان شبابك، لذلك غادرت العمل فتركت فجوة كبيرة شعر بها كل منصف من القاصي والداني، والكل يدعو لك بالتوفيق.
    اما محبي التسلط او التنمر كما اسميت تلك الصفة فغادروا وعمت الفرحة لمغادرتهم وبقت الألسن تلهج عليهم بالدعاء والعياذ بالله، وشيء طبيعي كون تصرفاتهم شيطانية وأظنها من صفات المتكبرين.
    ومن المعروف أن المتكبر قدوته الشيطان، قال الله تعالى عنه لما أبى أن يسجد لآدم عليه السلام: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ.
    ونعلم جميعاً ان هؤلاء تلقوا دورات عديدة كان الأجدر بهم الاستفادة منها لتصويب ما اعوج من تعاملاتهم، إلا انهم يكابرون ويبررون لمواقفهم بأعذار ومبررات واهية .
    شكراً لك ابااحمد، وسامحك الله إذ نكأت جراحاً كادت ان تندمل، وبغيت ماعند الله نقول سامح الله من ظلمنا.
    تقبل تحياتي وتقديري.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com