
بقلم 🖌️ شهد القحطاني
في دروب الحياة، كثيراً ما نصادف أشخاصًا يتركون بصمة لا تُمحى من حياتنا. وبين هؤلاء الأشخاص، قد نجد من يصبح لنا أخاً وسنداً.
عندما سألني أحدهم عن معايير الأخوة عندي، ( وش معايير الأخوة عندك )
وجدت نفسي أفكر في الجوانب التي تجعل هذه العلاقة مميزة وذات قيمة.
كان هذا الشخص دائمًا موجودًا في الأوقات الصعبة قبل الأوقات السعيدة، يقف بجانبي ويساندني عندما كانت الحياة تضع أمامي العقبات. لم يكن مجرد شخص عابر، بل كان كالأخ الذي لم تلده أمي، الشخص الذي يمكنني الاعتماد عليه في كل لحظة. في الأوقات التي شعرت فيها بالضياع، كان هو البوصلة التي ترشدني، وفي اللحظات التي شعرت فيها بالضعف، كان هو القوة التي تدفعني للأمام.
ليس من السهل أن تجد في هذا العالم من يكون لك سنداً بهذه الطريقة، ولذلك أشعر بامتنان عميق لوجوده في حياتي. تعلمت منه الكثير، ليس فقط عن الحياة وكيفية التعامل مع صعوباتها، ولكن أيضاً عن معنى الأخوة والصداقة الحقيقية والتفاني.
وأدركت أن الحياة ليست دائماً سهلة، ولكن وجود شخص كهذا يجعل الرحلة أكثر احتمالا وأقل وحدة.
عندها أجبته : بأن الأخوة هي من أعمق الروابط الإنسانية التي تجمع بين الأفراد. فهي ليست مجرد علاقة دم تربط بين الأشقاء، بل هي علاقة تتجاوز حدود النسب لتشمل الأصدقاء والزملاء وكل من نعتبره قريباً منا ويشاطرنا أفراحنا وأحزاننا.
الأخوة تعني الدعم والمساندة في الأوقات الصعبة، وتشكل سنداً قوياً يمكن الاعتماد عليه في مواجهة تحديات الحياة. فهي توفر لنا الإحساس بالأمان والراحة، حيث نعلم أن هناك من يقف إلى جانبنا مهما كانت الظروف.
كذلك في حياة مليئة بالضغوط والتحديات، تكون الأخوة بمثابة الواحة التي نستريح فيها، نستمد منها القوة ونتشارك من خلالها الأمل والتفاؤل.
ولعل من أجمل ما في الأخوة هو القدرة على التواصل بلا حواجز، فالأخوة يفهمون بعضهم البعض بنظرة أو إشارة، ويشعرون بما يمر به الآخر دون الحاجة للكلمات. هذه العلاقة الفريدة تجعل من الأخوة أعز الأصدقاء، فهم يشاركوننا أجمل الذكريات وأصعب اللحظات، ويقفون بجانبنا في كل منعطفات الحياة.
باختصار، معايير الأخوة عندي تتمثل في الثقة، الدعم المتبادل، المحبة والتقدير، التواصل المفتوح، الاحترام المتبادل، والتشارك في الذكريات. هذه العناصر تساهم في بناء علاقة أخوية قوية ومستدامة تتجاوز كل التحديات.
للأسف كنا كأجمل إخوان، ولكن شاءت الأقدار أن تفصل بيننا المسافات والأيام. تباعدت خطواتنا، وتلاشت لحظاتنا الجميلة في ذاكرة الزمن. ربما انتهت قصتنا هنا، ولكن ستبقى الذكريات شاهدة على أجمل أيام عشناها معًا. سنظل نحمل في قلوبنا تلك الذكريات، نستلهم منها القوة والصبر، ونتذكر دوماً أن هناك أيامًا مضت كانت مليئة بالحب والود. قد تكون الأيام قد فرقت بيننا، لكن أرواحنا تظل متصلة بتلك الذكريات، تروي لنا حكايات عن الماضي الجميل، وتذكّرنا بأن الحياة تستمر، وأننا كنا وما زلنا نكن لبعضنا كل الحب والاحترام.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية