في أمسية شعرية فارهة بمدينة محايل عسير ،،..
 
العسيري : ليست مهمة المؤسسة الثقافية أن تنزل بمفهوم الأدب للشارع

 

 

صحيفة عسير ـ تغطية ومتابعة – أحمد السلمي

أكد الشاعر عبد الرحمن أحمد عسيري ،،، براءته من إقتحام الشعر وفنونه الأدبية من باب والده الشاعر الأديب أحمد عسيري ، وإن قصة الدخول لهذا المجال العميق كان يتجسد في َلقاء اللحظات الأولى عندما تمكن من مصافحة الشاعر الرمز حسين النجمي في قرية المفتاحة التشكيلية بعد أن وفق كما ذكر لحفظ العديد من القصائد التي أعجب بها كثيرًا والتي سرد منها هذه الأبيات ” عشقت وجهك وضآءً ومكتحلا ،،

وإن بدا في دروب الشوق مرتحلًا ” إضافة إلى قصيدة أخرى مطلعها ،، أسافر في عينيك أبحث عن مأوى أيا رحبة الأحداق ياعذبة النجوى نسيت على أهدابك السود عالمي وحلَّقت مشتقاً مع الأنجم النشوى ” وأضاف يقول خلال الأمسية الشعرية التي أقيمت ليلة أمس الأول بمدينة محايل عسير داخل إحدى المقاهي برعاية نادي أبها الأدبي وبمشاركة الغرفة التجارية بمدينة محايل عسير ، إن الشاعر النجمي ، كان قد رسم البهجة فرحة عندما قال له ما نصه ” يبدو لي أنك شاعرٌ مثل والدك ” قلت لا لست كذلك وإنما أكتب مايشبه الشعر فطلب النجمي حينها أن أكون معه غدًا ضمن جماعة الشعر بنادي أبها الأدبي التي أسسها المرحوم محمد الحميد ،، هذه المبادرة التي نجحت في تكوين رابطة للشعراء والشاعرات على مستوى عسير السهل والجبل وأردف يقول إن المؤسسة الثقافية قد قدمت الكثير للشعراء الشباب حينما كانت تأخذ بأيديهم وتعزز من قدراتهم لتنمية الموهبة الشعرية والاطلاع على كافة التجارب الموجودة في تلك الفترة مردفًا العسيري يقول : كنت أسعى لحضور جماعة الشعر مع الشعراء الكبار أمثال الدكتور أحمد التيهاني وموسى محرق ، واستطرد يقول إن المؤسسة الثقافية كانت في تلك الفترة تدرك دورها الثقافي وقد وفقت مليًا في دمج هذه التجارب المبتدئة مع عمالقة الشعر من أساتذة الجامعات والمتخصصين والذين كانوا يقدمون كما ذكر الشاعر ، العون في تقييم التجارب والعمل على تطويرها والانطلاق بها نحو المراد مع الحد الأدنى من الجودة ، مبينًا أن هذ التجربة مع المؤسسة الثقافية امتدت لأكثر من عشر سنوات مكنته من حضور العديد من اللقاءات والأمسيات .

عسيري ” الثقافة كانت شغوفة في تقييم تجربة أبنائها ”

مضيفًا أن الثقافة كانت شغوفة في تقييم تجربة أبنائها ممتدحًا الدور الكبير لحرص تلك المنظومة على إشعار هؤلاء الشباب بجدول هذه الفعاليات للمشاركة والاستفادة من هذه الأطروحات الراقية ،،

الأديب عبد الرحمن /” المرحلة الماضية خلقت فجوة بين المجتمع ومعاقل الأندية “

وواصل يقول أن المرحلة الماضية قبل أكثر من عشرين سنة قد خلقت فجوة بين المجتمع ومعاقل الأندية بل إن هذه الفجوة لامست أبواب وزارة الثقافة للأسف ، مجددًا التأكيد على أن غياب مظلة وزارة الثقافة أوجد هذا الخلل الخطير المؤلم . نافيا في سياق الأمسية الإكتفاء بالتسويق للمنتج الأدبي الراقي من خلال هذه المقاهي فقط ، مع شكر الشاعر للمقهى الذي استضاف هذه الفعالية بمدينة محايل عسير ، وخلال هذه الأمسية طالب الضيف بضرورة العمل على وجود ميادين أرحب يستطيع من خلالها الشباب تقديم مايذكر فيشكر كاشفًا خلال الأمسية عن ما تعانيه تلك المقاهي من السطحية في الطرح الذي سيختفي أمامه الفعل الثقافي الحقيقي الذي يرضى طموح فئة الأدباء الشباب لأن هذا العمل لا يلامس مستوى طموح ذائقة هذه الأجيال القادمة ، مشددًا على أن الإنطلاق بالعمل الثقافي إلى مستوى أوسع يسعى إلى استهداف المؤسسات التعليمية والأماكن المنتجة للجهد الثقافي ، نافيًا أن قدرة هذه المقاهي على صنع حراك ثقافي يلامس الوجدان مع التقدير الكبير لجهود هذه المقاهي على العموم واستطرد يقول ومع ذلك لايمكن أن تشبع هذا الجانب البتة ، مجددًا الحديث بالقول نحن من خلال هذه المقاهي لا نطرح عملًا ثقافيًا ناضجًا مرجعًا السبب إلى غياب دور الأكاديميين والنقاد لأن بساط العجلة الثقافية تواصل الإنطلاق بعيدًا عنا ونحن نتراجع للوراء رغم تمكيننا إداريًا وماديًا من الدولة رعاها الله ولكننا لم نحسن العمل الثقافي الواعي الذي يخدم المهتمين من الشباب في المجالات الإبداعية من شعر وسرد وما إلى ذلك ووصف مدير الحوار الأستاذ لاحق العاصمي تصريحات الضيف أنها قد اتسمت بشيء من الحدية الجادة مؤكدًا العاصمي من أنه سوف يكون في صف الشريك الأدبي معتبرا أن الشريك الأدبي قد أنزل الأديب من الأبراج العاجية إلى الشارع إلى المجتمع إلى الناس بعيدًا عن جملة من البروتوكولات السابقة التي كانت فيما سبق حكرًا على نخبوية معينة يتم تداولها فيه وقد علق ضيف المقهى قائلًا ليست مهمة المؤسسة الثقافية أن تنزل بمفهوم الأدب للشارع نهائيًا بل يجب أن نمضي مع الشارع لنرتفع بقيمته حتى يصل إلى الأدب مشيرًا إلى أن الثقافة والأدب عمل نخبوي لايمكن النزول به إلى الشارع لأنه سيخرج لك منتجًا أدبيًا وإبداعيًا ضعيفًا بأدنى درجات الجودة معللا ذلك بالقول إنه لو قامت المؤسسات الثقافية بدورها الحقيقي لما أحتجنا إلى الشريك في العمل الثقافي ، مطالبًا في مجريات الأمسية الوزارة إلى التوجه عاجلًا للمؤسسات التعليمية والجامعات والمدارس لإيجاد حزمة من المواهب الفاعلة والموثرة يقينيًا ، وواصل يقول إن فعالية الشريك الأدبي مبادرة جميلة ولكنها لا تشبع الطموح أبدًا لأن الطموح في تصاعد كبير لدى الشباب ، وتساءل مدير الحوار عن دور المؤسسات الثقافية الخاصة بعيدًا عن الرسمية على مستوى عسير في الدعم للجهود الثقافية في إثراء هذا الحراك الثقافي على كافة

عسيري ” المؤسسات الثقافية في بداية تأسيسها لم تؤسس للعمل الثقافي تحديدا “

جازمًا المحاضر في رده على أن المؤسسات الثقافية في بداية تأسيسها لم تؤسس للعمل الثقافي تحديدًا بل كان هذا لحيثيات أخرى وهو عمل جميل ورائع وتطرق الضيف إلى عدد من المخرجات الإبداعية في عسير ومنها ثلوثية الأديب محمد بن عبدالله الحميد التي استمدت وهجها من صفوة مجتمع يعتلي ألسنتهم ويسكن قلوبهم سيدُ الأوطان المملكة العربية السعودية ،

وكشف المحاضر عن بعد الأندية الأدبية عن أي دعم مادي أو مالي من وزارة الثقافة وهي بالتالي لا تستطيع تقديم منتجًا أدبيًا نظرًا لمحاصرته بالبيروقراطية المتسمة بالتعقيد وتأصيل العمل الإداري الممل ومحاصرتها بالكثير من الديون في أغلب فعالياته وكشف يقول لو قدر له بترأس نادي أدبي لتوجه للإستثمار في ظل تخلي الوزارة عن الدعم المالي لهذه المعاقل الرسمية وإحلال الجيل الشاب الجديد في أركان الأندية الأدبية للخروج من حالة الركود لهذه الأندية الأدبية على مستوى الوطن ، وتمنى العسيري إحلال رئيس للنادي الأدبي بصيغة العمل الإداري المحض بعيدًا عن التخصص الأدبي للعمل على تلمس الجانب المادي لهذا النادي الأدبي تحقيقا لطموحاته المستقبلية قدرة في دعم إثراء هذا الصرح الأدبي ، وفي رده على تساؤل لمدير الأمسية العاصمي ، حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على جودة المنتج الأدبي شهرة ،

المحاضر ” الجماهيرية ليست مقياسًا أبدًا في نجاح الأدب “

وأكد المحاضر عبد الرحمن عسيري أن الجماهيرية ليست مقياسًا أبدًا في نجاح الأدب ، إذ أن منصات التواصل تقدم الوجوه للطرح فقط ، أما صقل أديب لا أعتقد ذلك لأن الحراك الأدبي لا يتأتى إلا من خلال الدراسات التمحيصية غزيرة العمق للوصول إلى منتج أدبي يشار له بالبنان ، مضيفًا أن أي تجربة أدبية لن تظهر للعلن إلا بالدراسة والتخصص .

وَوجه مدير الحوار لاحق العاصمي ، سؤالًا لضيف الأمسية حول هل وفقت جمعية الأدب في ردم الفجوة بين هؤلاء الأدباء الشباب والأندية الأدبية والمكامن الأدبية الأخرى ليؤكد الشاعر عبد الرحمن أنها رغم حضورها فيما مضى إلا أنها لم تقدم مايذكر لها سوى الشللية التي خيمت على جهودها ردحًا من الزمان وأشار في حديثه إلى أن جمعية ملتقى عسير الشعري هو فكرة جاءت من هيئة تطوير عسير بالتعاون مع نادي أبها الأدبي باعتباره الشريك الفني لمثل هذه الملتقيات وتأكيدًا لحرص هيئة تطوير عسير في تنمية المشاركة الفاعلة لإنتاج الشباب الأدبي المميز بعد ذلك فتح المجال للحضور في التعليق على ما قدم خلال هذه الأمسية وتم الاكتفاء بمداخلة الأديب الراقي عمقًا الأستاذ أحمد عبد الله عسيري ، الذي أكد أن هناك أدباء مبدعين ولكنهم يعيشون في الأطراف بعيدًا ومع ذلك قد يأتي أهل الأطراف ليهزموا أهل المراكز وهذا مافعلته محايل ووصف هذا الأمسية بإنها أشبه ماتكون بخيمة العزاء التي توسدت معاناة وإحباط هذه الأجيال من تراجع الدعم المادي المهم لمثل هذه النماذج الواعدة في مجال الشعر وفنون الأدب نافيًا عسيري وجود أي دور للمؤسسات الثقافية مؤكدا أن المبدع هو من يصنع ذاته مستشهدًا على مضامين المداخلة بعدد من الشعراء والروائيين أمثال نجيب محفوظ وسيفيات المتنبي مضيفًا أن من أنجبوا لنا تلك الطلاليات في الجاهلية

وبلاغة أبي العلاء المعري وغيرهم الكثير أعتقد أن كل هؤلاء لم يدخلوا مؤسسات ثقافية ولم يعرفوها مؤكدًا أن دور المؤسسات الثقافية كان مقتصرًا على النشر وفي أضيق الحدود وتطرق الأديب أحمد العسيري في مداخلته إلى الإنحسار المؤلم لدور المكتبات متسائلًا وبحرقة عن مكتبة أبها ومكتبة النادي إلى أين رحلت ولماذا ؟ منوهًا إلى أنه عمل في إدارة مكتبة أبها لمدة عشر سنوات وقد خرج منها وهي تضم ألف كتاب ، مجددًا التأكيد على أهمية مثل تلك المحاضن الثقافية الشامخة قوةً مشيرًا إلى أن المبدع هو من يصنع المؤسسة الثقافية وأن افتقاد المال الذي هو عصب الحياة َوعصب النماء لتلك المؤسسات ومع غيابه المؤلم أثر بلا شك على المخرج الأدبي الثقافي،، أعقب ذلك عددٌ من المداخلات التي أثرت اللقاء كمًا وكيفًا ..

وفي نهاية اللقاء التقطت فلاشات الصحافة الإلكترونية جانبًا من الصور للمشاركين في الأمسية والحضور .

شاهد أيضاً

مدير إنتاج مسرحية طال عمره : ناصر القصبي مدرسة كوميدية ثرية وحالة فنية متفردة ولا زال لديه الكثير للعطاء

صحيفة عسير – غادة الشهراني : بعد عرض مسرحية (طال عمره) 20 عرضا مسرحيا في …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com