
خلال شهر رمضان المبارك اعتدنا حراك كبير في محافظات عسير يلبس فيه الإنسان معطفًا جميل جدا أظهره في أبهى صورة للعطاء فكان أجودي بالفطرة وكان أجود مايكون في رمضان وذلك بعد اطلاق سيدي صاحب السمو الملكي تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة عسير ورئيس هيئة تطويرها والمشرف العام على مبادرة أجاويد 3 مبادة أجاويد بنسختها الثالثة فكان لظهران الجنوب وأهلها نصيبًا مميزًا من خلال تنفيذ عددًا كبيرًا من هذي المبادرات كان لها تأثيرًا ثقافيًا وإجتماعيًا واقتصاديًا ، وقد استقطبت هذه المبادرات أصحاب الفكر المميز ووظفت الإمكانيات والقدرات البشرية لتقديم الأمن والتكافل المجتمعي وتساهم في بناء الوطن وتظهر المعدن الأصيل للرجل في عسير من خلال رباعية القيم الصدق والانتماء والتسامح والإنضباط
لكن استوقفتني مبادرة جميلة كان لها رونقًا خاصًا خاطبت عدد من شرائح المجتمع وكأنها إنسان لامس هموهم وسرد لهم الذكريات وواساهم في حالهم ورسم لهم الطريق المستقبلي لمجتمع حيوي
إنها مبادرة
( Daley سامح )
فكرة مقهى بسيطة يجتمع فيه أفراد المجتمع يتناولون قهوتهم السعودية او أي نوع من أصناف القهوة الاخرى لكن ماذا حدث في هذا المقهى؟ ومافكرته ؟
المبادرة
انطلقت فكرتها من داخل بلدة ظهران الجنوب التراثية تحديدًا من ساحة المدرسة السعودية الأولى بالمحافظة والتي تأسست عام ( ١٣٦٨) والتي أعيد ترميمها خلال مبادرة ( نشامى عسير – شامخات ) وحصلت فيه ظهران الجنوب على الراية الأولى في مسار شامخات في منافسة النشامى في المنطقة وتصدرت ظهران الجنوب المركز الأول على النشامى في عسير بخمس رايات ودرع .
المبادرة واستراتيجية عسير
كما أن هذه المبادرة انطلقت من خلال تركيزها على إستراتيجية عسير التي ترتكز على ثلاثة محاور هي الاقتصاد والانسان والارض وذلك من خلال صنع وجهه سياحية لمنطقة داخل البلدة التراثية وخلق فرصة استثمارية بإنشاء كوفي وتوفير فرص وظيفية من خلال هذه المبادرة .
المبادرة وحسن الوفادة
جعلت المبادرة القهوة السعودية اساسية في فعالياتها تعزيزًا لمكانة القهوة التي تعتبر رمزًا للكرم والضيافة وقد نجحت المحافظة أخيرًا في زراعة البن، وبما أن ظهران الجنوب بوابة جنوبية لمنطقة عسير وشهدت فعاليات ضمن مبادرة ( حسن الوفادة ) كان منها اطلاق سمو الأمير لمقر ضيافة عسير جنوب المحافظة الذي يعود لأحد المواطنين اعتاد فيه على استقبال عابري الطريق القادمين للمنطقة وضيافتهم فكانت تقدم القهوة السعودية مجانًا في هذه المبادرة لحسن الوفادة .
اما المكان الذي كنت أشعر فيه براحة نفسية ومناظر جميلة كانت على طبيعتها كانت شاهدة على أجيال بعد أجيال تسلحت بالعلم والقيم كان المعلم هو الأب وهو المربي وهو أمل الحياة كنا نحتسي قهوتنا ونستمع الى ضيوفٍ يأتوننا كل مساء أكاديميون ومؤرخون وروائيون شعراء ومثقفون معلمون قدامى درَسوا ودرّسوا في نفس المكان كنا أثناء حديثهم نتخيل الأحداث في المكان كيف كان الناس بتعاونهم وطيبهم وحسن تعاملهم يتجاوزون كل مشاق الحياة اصبحنا نتلذذ قهوتنا في نفس المكان بشكل يومي ونستمع الى ضيوفنا، واصبحت نفوسنا تشعر بالسكينة والقيم النبيلة التى لابد ان نكون عليها لمواجهة الحياة و الابتعاد عن ما يعكر صفاء النفس ويعرقل بناء مجتمعنا
اصبحت قهوتنا مرتبطة بسماع قصص لطيفة ومواقف عجيبة عن مجتمعنا
أدركنا خلاها أن لدينا خلل في تعزيز هذه القيم والتحلي بها لذلك كان لابد من وضع النقاط على الحروف ورسم خطة واضحة لمجتمع متسامح فانطلقت مبادرة
(محكمة التسامح)
في مقر الكوفي لتركيز الجهود واستهداف المعنين في المجتمع من مشائخ ونواب ولجان إصلاح ذات البين وكذلك المجتمع واقامة دعاوى في هذه المحكمة ضد كل المشائخ والنواب ولجان اصلاح ذات البين من ممثل للمجتمع كانت هذه المحاكمة تهدف الى توضيح دور كل جهة من هذه الجهات الثلات في تعزيز قيمة التسامح وتكريم المتصالحين والقدوات ،وقد تم اطلاق فريق من المتطوعين والمتطوعات بإسم سفراء سامح لدعم البرامج الاجتماعية التي تقدم للمجتمع في قيمة التسامح
مبادرات مجتمعية تطلق في عسير بين حين وآخر تكون بمثابة لبنات قوية لبناء مجتمع مترابط ( نشامى عسير – برامج استراتيجية عسير – حسن الوفادة- أجاويد )
فشكرًا سمو الأمير تركي بن طلال على مثل هذه المبادرات الجميلة والتنافسية والتي مكنت أفراد المجتمع من تقديم مايجب عليهم بمهنية واحترافية عالية
وشكرًا لأجاويد ظهران الجنوب على هذه المبادرة
بقلم أ/ محمد صالح آل زاهر













عسير صحيفة عسير الإلكترونية