
بقلم الكاتب/ لاحق عبدالله عسيري
النوافذ الخضراء، والخطوط البيضاء على الأسطح، والنقوش التي تزين الجدران، ليست مجرد تفاصيل معمارية، بل رسائل حبّ من زمنٍ مضى، تُخبّئ بين طياتها ضحكات الصغار، وركضهم بين المنازل ، وأحاديث المساء تحت ضوء القمر، حين كانت الأرواح أنقى، والقلوب أقرب.
آهٍ لو عاد الزمان، لنتفيأ بظلال شجرة الخوخ تلك، أو نرتشف قهوة الصباح بجوار جدار حجريّ حفظ أسرار العابرين.
كم تمنينا لو أن الزمن يُمهلنا
فنعود أطفالًا نركض بين الممرات والسُبل الترابية نستنشق عبير التراب بعد المطر، ونكتب على الجدران تلك الجملة التي كانت مجرد أحرف بالنسبة لنا
(العين تبكي والقلب يشكي)
ونرسم ذلك القلب النازف دماً من طعنات السهام تعبيراً عن حالة من التيه والصبابة إنها ليست قرية فقط، بل وطن صغير، يسكن الوجدان، ويوقظ الشوق، ويعانق الحلم.
فليت الأيام تعود، ولو لحظة،
لنسكن هذا الحنين من جديد .
مع من نقش الحياة ببساطة وحكمة
ثم رحلوا بهدوء وتركوا لنا بقايا الذكريات وصدى الأماكن .وآه يازمن
عسير صحيفة عسير الإلكترونية