
بقلم د . بدر آل دوح
في لحظاتٍ تنحني فيها الكلمات إجلالاً، وتخفت فيها الأصوات احترامًا، رحل عن دنيانا فارس الحكمة،
ورمز الوفاء، وشيخ العطاء ،
عبدالله بن حامد – شيخ شمل قبائل علكم،
تاركًا خلفه سيرةً تضوع بعبق المجد،
وتُروى بأقلام الفخر في كتب التاريخ .
ليس الفقد أن تُطوى صفحةُ حياة، بل أن يغيبَ رجلٌ كانت كلماته دستورًا بين قومه، وخطاه ميزان عدلٍ في كل جبل ووادٍ وسهل.
كان الفقيد – رحمه الله – صوت العقل إذا اختلف الناس،
ووجه الصلح إذا تعكرت الصفوف، وركن السكينة في زمن العواصف. جمع بين الوقار والحكمة، وبين العزم واللين، فكان بحقٍّ “شيخًا بمقام وطن”.
نُعزّي قبائل علكم خاصة، وقبائل عسير عامة،
بل وعسير المنطقة والمملكة كلها، بفقد رجلٍ لم
يكن شيخ قبيلة فحسب، بل نبراساً للقيم والشيم ،
ومرجعًا للقرار، وجسرًا للتواصل بين الماضي والحاضر.
إن عزاءنا أنه غرس محبته في القلوب قبل الأرض، وأن منارة فعله ستظل مضيئة في دروب من عرفه ،
فالمآثر لا تموت، والرجال العظماء لا يغيبهم الرحيل .
ونحمد الله أن عوضنا الله فيه وفيما قدم بأبناءه البررة الذين جعل منهم رحمه الله نماذجاً مميزة بعد توفيق الله له في تربيتهم تربية صالحة وبها اصبحواً فخراً وذخراً لكل من عرفهم أو إلتقى بهم أو سمع بما يقدمون من جهود عظيمة لخدمة مجمتعهم ووطنهم ..
وختاماً نسأل الله أن يغمره برحمته، ويسكنه فسيح جناته،
وأن يجزيه عن قومه خير الجزاء، وأن يُلهم أهله ومحبيه وذويه الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
عسير صحيفة عسير الإلكترونية