فضفضة المجالس أشبه بالتعري

بقلم ✍️الكاتب / لاحق بن عبدالله آل حامد

إعتاد البعض ممن نشاهدهم

في المجالس واللقاءات

أن يستميلوا الوجاهة والقبول

من خلال استعراض مغامراتهم العاطفية وسقطاتهم الشخصية في صورة أقرب

للتهريج منها للصدق.

يتعرّون أمام الآخرين بأحاديث كان الأولى

أن تُدفن لا أن تُروى فقط لانتزاع الضحك

أو استعطاف القلوب.

يقدمون أنفسهم قرابين للقبول غير مدركين أن ما يكشفونه قد يصبح عاراً يُلاحقهم وسهاماً تُوجَّه إليهم وهم من ناولوها للرامي.

الفضفضة في هذه المواضع ليست راحة

ولاصدقًا بل استعراض مكشوف وتعريٌّ متعمَّد، يراد منه كسب الحضور والقبول ولو على حساب الوقار والستر.

فليس كل ما يُحكى يُفهم،

ولا كل ما يُفهم يُقدَّر

في المجالس آذانٌ لا ترحم

وقلوبٌ لاتصون.

وفي كل جمعٍ عيونٌ تُسجّل

وألسنةٌ تنتظر الزلّة

لتصدح بها خلفك لامعك

الفضفضة حين تخرج عن دائرة الحكمة

تصبح مقامرة بالنفس ورهاناً على قلوب

قد لا تعرف من الوفاء إلا اسمه.

ومن جهل قدر نفسه باعها بأرخص مايملك .حكاية تُروى، وسرّ يُفضح.

فاختر لمن تتحدث،كما تختار صمتك بتأمل ٍووعي وحرص .

واعمل على كسب القلوب والمكانة

بعيدًا عن خصوصياتك وأسرارك .

وإذا كان الصمت أحيانًا أقوى

من الكلام فإن الستر أبقى من

الشهرة الزائفة .

وخلاصة القول:-

فإن استعراض الذات لا يُكسبك

القبول بل يُسقطك من أعين العقلاء

وإن ضحِك السفهاء.

فهل نحسن اختيار من نمنحهم مفاتيح قلوبنا؟

أم أننا نُلقي بها في متناول أول من يصغي لنا؟

و رحم الله امرأً عرف قدر نفسه

شاهد أيضاً

” الحرمين الشريفين”

بقلم الكاتب/ علي سعد آل فردان  ان خدمة الحرمين الشرفين شرف لا يضاهيه شرف وخدمه …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com