‏هل عرفنا حدود النعمة؟

بقلم الكاتبة / شريفة العسيري

نحن في زمن كثرت فيه النعم وأصبحنا نتقلب بها بفضل من الله ومنة …ومن ذلك أن يصلك ما تريد من ملبس ومطعم ومشرب وغيرها إلى بيتك بإتصال ..فتوفر الوقت والجهد …

‏زمن أصبح كل شيء أقرب مما نظن …فلم تعد المسافات عائقاً بل أصبح توصيل الطلبات نبض الحياة اليومية عند الكثير ..خدمة لم تعد للرفاهية فقط بل أحياناً ضرورة اختصرت الزحام والمسافة فلا تعب في الأسواق ولا عناء في الزحام

‏“وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ”

‏سَخّر التقنية، وسَخّر العقول، وجعل الحياة أيسر مما كانت

 

‏لكن…

 

‏هل عرفنا حدود النعمة؟

‏هل وقفنا عند شكرها، أم تجاوزنا إلى التعلق بها؟

‏إنّ من الأضرار التي تقع – إن لم تُحكم بميزان العقل –

‏أنها تُضعف الهمة، وتُميت روح الاعتماد على النفس،

‏حتى صار بعضنا لا يقوم بحاجاته البسيطة،

‏ولا يخطو خطوة، وكأن الحركة عناء

 

‏قال النبي صلى الله عليه وسلم:

‏(احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز.) رواه مسلم

‏فلا تكن أسير الراحة، ولا عبدًا للكسل،

‏بل خذ منها ما يعينك، ودع ما يُفسد همّتك

‏الأعظم من ذلك،

‏ما آل إليه حال بعض البيوت،

‏حين فُتحت الأبواب دون وعي،

‏ودخل الموصّل على حين غفلة،

‏وتجرّأت بعض النساء بالكشف، أو الضحك، أو الكلام بلا حاجة… وكأن موصل الطلبات ليس رجلاً !!!

‏والله أذن عند الحاجة بقوله

‏(وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ)

‏وحذر المرأة بقوله

‏“فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ”

‏فلا حاجة تُقضى بمعصية، ولا خدمة تُطلب بكسر الحياء

‏فلنحذر

‏من نعمة تُسلب إذا لم نؤدّ شكرها،

‏ومن عادة تتحوّل إلى غفلة،

‏ومن راحةٍ تنقلب إلى فتنة.

‏ولنجعل التقنية في ايدينا، لا في قلوبنا،

‏ننتبه ، ونتقي، ونراقب الله في كل تعامل

‏والله يقول

‏(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )

‏نسأل الله أن يرزقنا شكر النعمة

‏ولا يجعلنا ممن قدم دنياه على آخرته

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com