
كان لدى عمي منزل صغير بالقرب من منزلنا ؛ وكانوا يأتون لقضاء العطلة فيه بين الحين والاخر .
في يوم من الأيام قدمت زوجة عمي لهذا المنزل حتى تقوم بتنظيفه وتجهيزه قبل قدوم عائلتها والاستمتاع بقضاء عطلة الاسبوع في فناءه
وزوجة عمي تكون ابنة خالة أبي ؛ وكان لها منزلتها بين أعمامي لصلة الرحم التي تجمعهم
فكانوا يعدون ابنة الخال والخالة والعم والعمة أخت ولايفرقونها بين أخواتهم .
الجميل في الأمر عندما كانت تلك العمة تقوم بتنظيف فناء منزلها مر أبي من جوار المنزل وراها تنفض الغبار فقدم للسلام عليها
فرأى لثامها وحجابها اكتسى بالغبار فقال لها الليلة ستقام وليمة عشاء لكم في هذا الفناء حتى يكتسي هذا الحجاب بالشحم بدلًا من الغبار
فكان لهذا الموقف أثر عظيم في نفس عمتي
فقد رحل أبي ومرت الأيام وهي مازالت بين الحين والآخر تذكر ذلك الموقف وتدعي له وتقص علينا القصة بحرقه وتقول ذهبوا أخوتي فلم أكن بالنسبة لهم زوجة أخ فقط بل كنت أخت ؛ وتقص لنا كيف كانوا كالعائلة الواحدة يفرحون لفرح بعض ويتألمون لألم بعضهم البعض
عندما أراها تتحدث أشعر بجمال القيم وأصالة العرف بينهم وكرم الروح قبل سخاء اليد
فالأم هي حجر الأساس للعائلة وهي المعدن الذي لايصدأ لذلك لها منزلتها وقدرها .
هي شعرت بمكانتها عندهم ولم تنسى المواقف الجميلة التي جمعتهم ؛ وهو رحل وترك لنا أجمل القصص التي نسمعها من محبيه في كل مجلس.
✍🏻هياء هديب الشهراني
عسير صحيفة عسير الإلكترونية
رحم الله رجلاً انجب فتاه مثلك رائعه،تبدع في وصف الكلمات كأننا نرى الأحداث ونعيشها