
بقلم / حسن سلطان المازني
من المعروف ان الحرب ربح وخسارة وذلك يخضع لمعايير مستوى التخطيط الاستراتيجي لكل طرف ومدى معرفة كل طرف بالطرف الآخر من حيث مراكز القوى ومراكز التأثير الحقيقي ونوعية وحجم التسليح وتقدير قوة تأثير استخدامه ومستوى تحصيناته ودراسة نقاط الضعف ونقاط القوة لدى الخصم وبعد ان تجتمع هذه المعايير بشكل حقيقي وواضح تكون المباغتة الاستباقية مبنية على ذلك ومن المعروف ايضاً ان وجود اية ثغرة في التخطيط والتنفيذ ولو كانت صغيرة ستكون نتائجها كارثية فأي طرف سوف يستغل اية ثغرة او نقطة ضعف لدى الطرف الآخر ولن يرحمه فعقيدة الحروب لا مجاملة فيها ولا مثاليات وفي الحرب الدائرة بين إيران واسرائيل نستخلص منها عبر كثيرة حيث وقع الطرفين في اخطاء استراتيجية قاتلة سواءً على مستوى التخطيط او التوقيت او التنفيذ او على مستوى التقديرات وغالباً ما تكون الدول المتحاربة ضحية عدم دقة المعلومات الإستخباراتية فيكون التخطيط على ضوئها وتكون الكارثة ايضاً الاعلام المُضلل له دور في تشتيت انتباه الناس وخاصة الجبهة الداخلية التي ستفقد ثقتها في نفسها وفي قادتها…اسرائيل رغم ضربتها الاستباقية إلا أنها لم تنجح في تحييد القوة الصاروخية الإيرانية بالكامل فدفعت الثمن غالياً عندما استغلت ايران هذه الثغرة الكبيرة لتنقض على اسرائيل بصواريخها البالستية ومسيراتها التي لم تستطع اسرائيل اعتراضها جميعاً فسقط بعضها واحدثت أضرار بالغة ، لا تقاس الأضرار التي لحقت باسرائيل بتلك الأضرار التي لحقت بإيران فالأضرار التي لحقت بإيران كبيرة وكبيرة جداً سواءً على مستوى المفاعلات النووية او المطارات والقواعد والبنية التحتية او على مستوى الصباط المسؤوليين الكبار التي اصطادتهم اسرائيل في الضربة الاستباقية إلا أن ايران رغم ذلك وصلت بالصواريخ البالستية والمسيرات إلى قلب اسرائيل وتلك هي من الأمور الطبيعية في ظل الاخطأ والثغرات…نسأل الله أن يقينا ويقي خلقه شر الحروب وان يعم الامن والأمان المعمورة.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية