كشاف الجمعة >>    
 
ملعب النِّيمة يذبل في حضن الجمال.. نداء من أعالي قرى آل عاصمي

بقلم/ علي سعد الفصيلي

قال النبي ﷺ: “ليس الخبر كالمعاينة”، كما رواه أنس وأبو هريرة وابن عباس، وأخرجه الإمام أحمد، وهو حديث عظيم المعنى، يدل على أن المعاينة أصدق أثراً وأعمق إحساساً من مجرّد النقل.

وفي زيارة سياحية برفقة شقيقي المستشار عبد الله الفصيلي إلى باحة ربيعة بمركز طبب شمال غرب مدينة أبها، وتحديداً قرى آل عاصمي شمال السودة بمركز طبب، أدركت تماماً معنى هذا الحديث النبوي، فما يُكتب عن جمال هذه المنطقة لا يفيها حقها، ولا يعبّر عن الحقيقة البصرية الخلابة التي تتجلى فيها، مهما بلغت بلاغة الكاتب.

مررنا عبر طرقات تحفها الأشجار، وتظللها الغيوم العابرة، حتى وصلنا إلى مطل جبل رثباء غرب قرية الوغَل، حيث بدا المشهد البانورامي مبهراً، إذ ظهرت أمامنا أجزاء من سواحل البحر الأحمر غرباً، بينما تجلت من الشرق معالم مدينة أبها وخميس مشيط وأحد رفيدة في منظر يأسر النظر، ويأخذ النفس إلى سكونٍ عميق.

تتوزع قرى آل عاصمي في هذا الجمال الطبيعي على قرى: الوغَل، وآل الشراع، ومزمه، والمرمدة، والرهوة، وهي قرى جبلية خلابة، تأسر عشاق الطقس العليل وتضاريس الطبيعة من الوهلة الأولى.

وفي أعالي هذه المرتفعات المدهشة، وبين القرى الحالمة التي تتنفس الضباب وتغتسل بالغيم، مررنا بملعب يكسوه العشب الصناعي، أطلق عليه الأهالي اسم “ملعب النِّيمة”، نسبة إلى الموقع الذي أُنشئ فيه، وفي حديث ودي جمعني مع المستشار محمد بن علي العاصمي، أوضح أنه تم تأسيس الملعب أقبل نحو عشر سنوات بشكل بدائي ثم تم تطويره قبل سنتين بشكل نموذجي، بمساهمة من أمانة منطقة عسير، وعدد من الأهالي ورجال الأعمال، وقد احتضن عدداً من دوريات الفرق الرياضية بالمنطقة، واختُتمت بحضور جماهيري كثيف، وعدد من مسؤولي المنطقة، ما جعله متنفساً اجتماعياً ورياضياً هاماً لأبناء القرى المجاورة، إلا أنه ورغم تلك المبادرة الطيبة، أصبح الملعب في وقت وجيز بحاجة إلى صيانة وإعادة تأهيل، فقد تآكلت بنيته الأرضية، وتهالكت مرافقه، وتراجع الاهتمام به تدريجياً.

 

وبينما نُشيد بالمبادرة الأولى في إنشائه، فإن أهالي تلك المنطقة يرفعون نداءهم إلى أمانة منطقة عسير، وإلى المقتدرين من أبناء هذه القرى ومحبيها، للالتفات إلى هذا الموقع الحيوي، وإعادة الحياة إليه، فهو ليس مجرد ساحة رياضية، بل يعد نقطة التقاء بين أبناء القبيلة ورواد السياحة، ووجهة تجمع بين الرياضة وجمال الطبيعة الخلابة.

خاتمة البروق:

لا يليق أن يُترك مثل هذا المعلم الجميل في قبضة الإهمال.

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com