عسير صحيفة عسير الإلكترونية
بقلم: عبدالمحسن بن محمد عسيري
في مشهد يفيض بالمحبة والأصالة، شهدت قبيلة التلادة مساء يوم الإثنين (١٤٤٧/١/١٢هـ) لقاءً سنويًا مميزًا، يهدف إلى توثيق أواصر القربى، وتعزيز روح التأزر والتآخي بين أفرادها، وترسيخ الموروث الثقافي في نفوس الأجيال الناشئة.
انطلقت فعاليات اليوم بزيارة خاصة إلى متحف علي بن عيبان التراثي، حيث تعرّف الحضور، صغارًا وكبارًا، على نماذج حيّة من تراث الآباء والأجداد، في رحلة أعادت ربط الماضي العريق بالحاضر الزاخر بالتحولات، ليُدرك النشء أن جذورهم ضاربة في الأصالة، وأن ما يملكونه من موروث هويّةٌ لا تُقدّر بثمن.
مع مغيب الشمس، وبعد أداء صلاة المغرب، بدأت فقرات الحفل الرسمي، مستهلة بالسلام الملكي، في لحظة تفيض فخرًا بالانتماء إلى هذا الوطن المعطاء. تلا ذلك مقدمة ترحيبية عبّرت عن مشاعر السرور والاعتزاز باجتماع أبناء العمومة تحت سقف واحد، ثم تُليت آيات من الذكر الحكيم، تبعث في النفوس الطمأنينة والسكينة.
جاءت كلمة الحفل لتعكس أهداف اللقاء، حيث تم التأكيد على أهمية تواصل الأجيال، والتذكير بقيم التكافل والولاء، ثم تلتها قصيدة “نبض القلوب” التي عزفت على أوتار العاطفة والانتماء، ولامست وجدان الحضور بجمال معانيها.
في محطات الحفل، أُثيرت أحاديث مؤثرة عن التآخي والتأزر داخل المجتمع القبلي، ومكانة “الصديق وقت الضيق” كقيمة متأصلة في ثقافتنا الاجتماعية، ثم شدا المنشدون بـ شيلة “باسم القبيلة هلا”، مرحبين بضيوف المقام ومُجدّدين الفخر بالتقاليد، بكلمات تنبض بالشموخ والاعتزاز.
كما أُقيمت ومضات تعريفية عن العادات والتقاليد، مصحوبة بلقاءات إعلامية ثرية مع رموز القبيلة، استعرضوا خلالها محطات من التاريخ والموروث والقيم التي كانت وما تزال مصدر فخر واعتزاز.
لم تغب الأنشطة التفاعلية عن المشهد، حيث شارك الجميع، صغارًا وكبارًا، في فعاليات تعزز التواصل وتُبهج القلوب، في جو يسوده الود والتآلف. واختُتم اللقاء بـ فقرة التكريم، حيث تم تكريم عدد من الشخصيات البارزة والمشاركين الفاعلين، في لفتة تعكس التقدير والعرفان لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث المبارك.
إن هذا الاجتماع لم يكن مجرد مناسبة اجتماعية، بل كان رسالة واعية تحمل في طياتها الإخلاص للهوية، والحرص على غرس القيم، وتأكيد أن القبيلة كانت وستظل نسيجًا متينًا من الأخلاق والمروءة والانتماء.
