
د. سعيد عبيد
عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
في ظل التحولات الكبرى التي تشهدها الرياضة السعودية، تبرز خصخصة الأندية الرياضية كإحدى أبرز ركائز رؤية المملكة 2030، والتي تهدف إلى تحويل القطاع الرياضي إلى صناعة متكاملة تقوم على الحوكمة، الاستدامة، والكفاءة المالية.
وفي قلب هذا الحراك الوطني، يقف نادي أبها الرياضي على أعتاب مرحلة مفصلية من تاريخه العريق، وسط ترقب جماهيري تختلط فيه تطلعات التغيير، وهواجس المستقبل.
يمثل مشروع التخصيص فرصة تاريخية لنادي أبها، للتحرر من الأعباء المالية والإدارية، والانطلاق نحو آفاق أوسع في الاستثمار والتسويق الرياضي، وتحقيق الاستدامة المالية، بما يعزز قدرة النادي على المنافسة.
إلا أن نجاح هذه المرحلة يتطلب تهيئة البيئة التنظيمية، وتطوير بالبنية التحتية، وجذب المستثمرين الذين يدركون قيمة النادي ككيان مجتمعي وتنموي، يتجاوز كونه مشروع رياضي.
ويظل نهوض النادي مرهوناً بدعم فعال من أبناء المنطقة، ورجال الأعمال، والمؤسسات الوطنية، الذين تقع على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على هذا الكيان، وتطويره بما يواكب تطلعات المرحلة، ويليق بتاريخ منطقة عسير ومكانتها في خارطة الوطن.
ومما يدعو للقلق، أن التأخر في إعداد النادي لمرحلة الخصخصة قد يفقده فرصة اللحاق بركب الأندية المتحولة، ويضعه في دائرة التهميش وسط مشهد رياضي يتغير بسرعة وفعالية.
ختاماً: من لي نادي أبها؟ عبارة تختزل حالة وجدانية وجماهيرية صادقة يعيشها محبو النادي في هذه المرحلة الحساسة، بين القلق على الهوية، والتطلع إلى مستقبل يليق بالطموح والإرث الرياضي.
فإن لم يتكفله أبناء المنطقة، والقطاع الخاص، والمؤسسات الوطنية، فمن سيأخذ بيده نحو المستقبل؟
عسير صحيفة عسير الإلكترونية