
بقلم / علي سعد الفصيلي
لا تزال ذكرى وفاة الشاب خالد الفصيلي، ابن شقيقي محمد، تُثقل قلوبنا حزناً – رحمه الله – بعد أن فاضت روحه داخل إحدى الألعاب العملاقة بمدينة الرياض قبل نحو ست سنوات، نتيجة نقص حاد في الأوكسجين، في حادثة لا تُنسى.
وبعيداً عن تفاصيل تلك الحادثة تحديداً، فإن تكرار حوادث الألعاب الترفيهية بات أمراً مقلقاً للغاية، كان آخرها سقوط إحدى الألعاب بمدينة الطائف، بمن كانت تقلّهم من الزوّار، يوم الأربعاء المنصرم، في مشهد مرعب ومفجع، ولا تزال التحقيقات جارية حول أسباب السقوط وما نجم عنه من إصابات.
هذه الحادثة، وغيرها من الحوادث المؤسفة، تضع علامات استفهام مقلقة حول واقع السلامة في مرافق الترفيه بالمملكة، فهل تكمن المشكلة في صيانة الآلات؟ أم في عمرها التشغيلي؟ أم في الرقابة؟ أم في تهاون بعض المستثمرين بسلامة مرتادي هذه المرافق؟
إن تكرار هذه الحوادث يستدعي وقفة جادة، وإجراءات حازمة لا تقبل التهاون، تبدأ بفرض رقابة فنية صارمة ومستمرة، وتحديث دوري لمعايير السلامة وفحص الألعاب بشكل دقيق، وتحديد أعمارها التشغيلية، وضمان تأهيل المشغّلين، مع إيقاف أو إزالة أي لعبة لم تعد تستوفي شروط الأمان.
ولا بد أيضاً من التنبيه إلى مدى خطورة بعض الألعاب على ذوي الحالات المرضية، وهو جانب يتطلب توعية خاصة، وإجراءات واضحة من قِبل الجهات المنظمة، وفي مقدمتها هيئة الترفيه، والجهات التي تُصدر تصاريح التشغيل، ومن المهم أن تقوم الأسر بمتابعة أبنائها والإبلاغ عن أي اشتباه أو مخالفة لاشتراطات السلامة.
خاتمة البروق:
إن حادث فقدان روحٍ واحدة في مدينة ملاهٍ لا يمكن التعامل معه كمجرد حادث عرضي، فكل نفسٍ نفقدها في مثل هذه الظروف المؤلمة، تترك خلفها قلوباً مكسورة، وأحلاماً منطفئة، لا يعوّضها شيء.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية