لمة صيف

بقلم : شهد القحطاني

في كل صيف، تتفتح أمامنا فرصة ثمينة لنعيد ترتيب أولوياتنا، ونمنح أرواحنا فسحة من الراحة والدفء الإنساني.

الصيف ليس مجرد فصل من فصول السنة، بل هو مساحة مليئة باللقاءات، بالضحكات الممتدة حتى منتصف الليل، وباللحظات التي تبقى في الذاكرة مهما طال الزمن.

 

لمة الصيف، تلك التي تجمع الأهل والأصدقاء، تحمل في طياتها سحراً خاصاً حول مائدة عامرة أو تحت سماء مرصعة بالنجوم، نتقاسم الأحاديث، ونستعيد القصص القديمة، ونصنع حكايات جديدة. إنها جلسة تذيب المسافات، وتعيد رسم ملامح القرب حتى وإن باعدتنا الأيام.

 

في هذه اللمة يلتقي جيل بجيل، فتتناقل التجارب والنصائح، ويجد الصغار متعة في اللعب، بينما يجد الكبار راحة في الحديث والضحك، وكأن الزمن يتوقف احتراماً لهذه اللحظات الدافئة.

 

لمة الصيف ليست فقط مناسبة اجتماعية، بل هي غذاء للروح. فهي تمنحنا طاقة إيجابية، وتخفف عنا ضغوط الحياة، وتذكرنا أن السعادة لا تكمن في الأماكن البعيدة، بل في القلوب القريبة.

 

ويبقى أجمل ما في “لمة صيف” أنها لا تحتاج إلى تكلف أو إعداد معقد، يكفي أن نجتمع بصدق، أن نحمل نوايا صافية، وأن نترك للضحكات أن تتسيد المشهد. عندها، يصبح الصيف أجمل، وتتحول أيامه إلى ذكرى لا تُنسى.

 

وهكذا، كما يبدأ الصيف وينتهي، تنتهي معه لمة الصيف، لكنها لا تغادر قلوبنا. تبقى الذكريات زاداً للأيام المقبلة، وتظل الضحكات التي شاركناها دليلاً على أن أجمل اللحظات هي تلك التي عشناها مع من نحب. انتهى الصيف، لكن “لمة صيف” باقية في الروح ما بقي الحنين .

شاهد أيضاً

إيران اتخذت القرار السليم

بقلم / حسن سلطان المازني يبدو لي ان ايران بدأت تلتمس الطريق السليم ففي ظل …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com