حفيد آل أبو نقطة.. ملهمُ التجديد في ذاكرة المكان

بقلم / علي سعد الفصيلي 

في قلب طبب التاريخية بمنطقة عسير، يسطع اسم آل أبو نقطة المتحمي، الأسرة التي كان لها حضورٌ راسخ في التاريخ العسيري، وأسهمت بدورٍ رئيسي في مدّ نفوذ الدولة السعودية الأولى في كامل جنوب غرب الجزيرة العربية.

ومن بين أحفاد هذه الأسرة العريقة، يبرز اليوم سعيد بن سعود أبونقطة المتحمي بوصفه نموذجًا ملهِماً للوفاء والإبداع.

فقد اختار أن يُعيد لقلاع أسرته في طبب الحياة من جديد، فسخّر فكره وماله ووقته ليحوّل تلك القلاع من أطلالٍ تاريخية إلى معلمٍ حضاري ينبض بالحياة والجمال.

لم يكن مشروعه مجرّد ترميمٍ هندسي، بل رحلة وفاءٍ ووعيٍ واعتزاز بالهوية.

عمل على أدق التفاصيل بوعي ٍمعماريٍّ عميق، فحافظ على الطابع العسيري الأصيل في الزخارف والأبواب والنوافذ والأحجار، مستعينًا بالحرفيين المحليين والمواد التقليدية، لتظل القلاع تحكي قصة الإنسان العسيري بروحه وأصالته.

وبفضل هذا الجهد الكبير، تحوّلت القلاع إلى مزارٍ تاريخي وثقافي يعكس العمق الحضاري لمنطقة عسير، ويقدّم للعالم نموذجًا سعودياً فريداً في صون التراث العمراني وتحويله إلى قيمةٍ سياحيةٍ وثقافيةٍ معاصرة.

وجاء تتويج هذا العمل حين اختارت الأمم المتحدة قلاع أبونقطة ضمن أفضل القرى السياحية في العالم لعام 2024م، في اعترافٍ عالمي بجهده الشخصي الخالصٍ بدأ بفكرةٍ فردية وانتهى بإنجازٍ تاريخي.

إن تجربة سعيد أبونقطة المتحمي تختصر معادلة النجاح والإلهام، فقد جمع بين أصالة الإرث ووعي الحاضر، وأثبت أن الحفاظ على التراث ليس حنيناً إلى الماضي، بل استثمارٌ في المستقبل، ورسالةُ وفاءٍ للوطن والإنسان،

لقد جسّد بسعيه الصادق أن الانتماء لا يُقال، بل يُمارس، وأن المجد العائلي يزداد إشراقاً حين يُترجم إلى عملٍ يخلّد المكان ويُلهم الأجيال.

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com