
بقلم الدكتور/ خالد بن عبد الله الهزاع – الرياض
لم تعد الرياض تستضيف المؤتمرات… بل تصنع التاريخ.
في النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار، لم نكن أمام منتدى اقتصادي تقليدي، بل أمام تحوّل حضاري حقيقي، جعل العالم يرى المملكة بعين مختلفة، ويصغي إلى صوتها باعتباره أحد أكثر الأصوات تأثيرًا في صياغة المستقبل.
لقد كانت كلمات ياسر الرميان «الثروة في السعودية لا تُقاس بالأرقام، بل بازدهار لإنسان» أكثر من تصريح… كانت إعلان مبدأ جديد يؤكد أن التنمية في هذا الوطن ليست سباقًا في الأرقام، بل رحلة في رفعة الإنسان وكرامته.
وحين يتحدث وزير الاقتصاد والتخطيط عن أن الأنشطة غير النفطية أصبحت تشكل أكثر من نصف الناتج المحلي لأول مرة في تاريخنا، ندرك أن الرؤية تحوّلت من وعدٍ إلى واقعٍ نابضٍ بالأمل والعمل.
في تلك القاعات المضيئة، لم تكن النقاشات عن المال والأسواق فقط، بل عن المستقبل بوصفه مسؤولية مشتركة، وعن الذكاء الاصطناعي كقوة تمكين لا كأداة هيمنة.
وحين أعلنت المملكة عن تطوير بنية تحتية ضخمة لاحتضان مئات آلاف شرائح الذكاء الاصطناعي، كان ذلك إعلان سيادةٍ معرفية جديدة تُعيد تعريف مكانة السعودية كقوة فكرية واقتصادية مؤثرة في العالم.
لقد تجاوزنا مرحلة «كيف نلحق بالعالم» إلى مرحلة «كيف يلحق العالم بنا»
تجاوزنا موقع المتابع إلى موقع الملهم والموجّه وصانع الاتجاهات.
ومع كل إنجاز، تتجدد في القلوب مشاعر الدعاء والامتنان لقيادتنا التي آمنت بأن الإنسان السعودي هو الثروة الحقيقية، فاستثمرت فيه علمًا وقدرةً وطموحًا.
قادةٌ جمعوا بين الحزم والرؤية، فحملوا الوطن إلى مكانٍ لم يكن العالم يتخيله بهذه السرعة وهذا الوعي.
لم يعد السؤال اليوم:
«ما الذي ستقدّمه السعودية؟» بل أصبح:
«إلى أين سيتجه العالم حين تفكّر السعودية؟»
وهذا السؤال وحده… كافٍ ليجعل كل مواطنٍ يرفع يده شكرًا لله، ودعاءً بأن يحفظ هذا الوطن، ويبارك فيمن أقام صروحه، ويمدّ في عمر من حوّل الرؤية إلى واقعٍ والعزم إلى نهضةٍ شاملة.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية