كشاف الجمعة >>    
 
الإجازة الزوجية.. صمّام أمان للمودة وحماية من الطلاق

بقلم / علي سعد الفصيلي

كثير من حالات الطلاق تقع بسبب التسرّع وقت الغضب، فتتفاقم الخلافات الصغيرة وتتخذ قرارات قد يندم عليها الطرفان، لذلك، على الزوجين أن يتذكرا سنوات العشرة وما قدّمه كل طرف للآخر من حب وعطاء ومسؤوليات، فالزوج يبذل حياته ووقته وماله في سبيل راحة أسرته، ومع ذلك قد تهمل الزوجة بعض واجباتها تجاه البيت أو زوجها، ويزداد الأمر سوءاً إذا أهملت نفسها واهتمامها بذوقها وأناقتها إلا وقت الزيارات، مما يخلق فجوة عاطفية قد تؤدي إلى النفور.

 

الإجازة الزوجية تأتي كفرصة لإعادة ترتيب المشاعر وتجديد المودة، وقد تكون بانفصال مؤقت كذهاب الزوجة لأهلها أو خروج الزوج لمسكن آخر، بعيداً عن ضغوط الحياة اليومية والانفعالات، لتصفو النفوس ويُراجع كل طرف التضحيات المتبادلة، وتساعد على تفادي قرارات قد تدمّر سنوات من الحب والوفاء، كما يؤكد خبراء الأسرة في تفادي كثير من حالات الطلاق، ومن الأنسب أن تكون المبادرة بإنهاء فترة الإجازة من جانب الزوجة إذا رأت أنها قادرة على تحمل مسؤولياتها واستئناف واجباتها، أما إذا لم تتمكن من تجاوز عقبات الخلاف واستمرار أسبابه، فيمكن أن يكون الانفصال خياراً أخيراً لتجنب استمرار التوتر وخلق أجواء غير صحية في محيط الأسرة، قد تتسبب في كثير من المشكلات الصحية والنفسية على كافة أفراد الأسرة.

 

وتنجح الإجازة حين تُدار بوعي؛ فالزوجة التي تصر على العناد وعدم احترام زوجها غالباً ما تفقد استمرار حياتها الزوجية، بينما المرأة الذكية المثقفة تعرف حقوق زوجها وتتعامل معه بلطف ولباقة، وتجعل ذلك جزءاً من ثقافتها وأخلاقها، وهو ما دعا إليه الدين، حيث جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ سُئل: أي النساء خير؟ قال: «التي تُسرّه إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها، ولا تخالفه في نفسها وماله بما يكره»، وهذا الحديث يؤكد أهمية حسن المعاشرة والمودة ضمن حدود الشرع، دون إغفال الزوج لمسؤولياته في الاحترام والتقدير والعطاء.

شاهد أيضاً

نبي الله يوسف عليه الصلاة والسلام يتطوع ليكون مسؤول المالية

بقلم الكاتب/ عوض بن صليم القحطاني أشار القرآن الحكيم إلى نماذج من تطوع نبي الله …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com