
بقلم / ظافر الشهراني
في زمن تتسارع فيه التحديات وتتزايد الضغوط اليومية، برزت مفاهيم أصبحت أشبه بالبوصلة التي تهدي الإنسان إلى كيفية التعامل مع الحياة، ومن أبرزها الصلابة النفسية والمرونة النفسية. وكلاهما يشكلان ركيزتين لا غنى عنهما لتحقيق الاتزان الداخلي والقدرة على الاستمرار رغم ما يحمله الطريق من عواصف.
فالصلابة النفسية تعني قدرة الإنسان على أن يصمد أمام الشدائد، وأن يتحمل الألم دون أن ينهار أو يفقد توازنه. هي تلك القوة الهادئة التي تجعل المرء يقف على قدميه مهما كانت شدة العواصف. الصلب لا ينكسر، لأن جذوره ممسكة بالأرض، يقاوم بأناة، ويواجه بثبات، ويعرف أن بعض المواقف لا تحتاج سوى أن يبقى واقفًا.
أما المرونة النفسية فهي الوجه الآخر للقوة. هي قدرة الإنسان على التكيّف والتعلم من الأزمات، لا ليبقى ثابتًا مكانه، بل ليتقدم خطوة ولو صغيرة كل مرة. المرن لا يعلق في المشكلة، ولا يستغرق في الألم، بل يغيّر زاويته، ويبحث عن مخارج جديدة، ويفتح نوافذ لم يكن يراها من قبل.
وعندما تجمع النفس بين الصلابة والمرونة، تكون قادرة على احتمال ما يحدث دون أن تفقد قدرتها على النمو. نحتاج الصلابة لنثبت، ونحتاج المرونة لنرتقي. فهما جناحان يطيران بالإنسان فوق الصعوبات، ويجعلانه قادرًا على تحويل التجربة إلى وعي، والوجع إلى نضج، والعثرة إلى بداية جديدة.
وفي عالم يميل غالبًا إلى السطوع الخارجي، تظل القوة الحقيقية كامنة داخل كل إنسان، في مقدار ما يحتمل، وفي قدرته على أن يتعلم من كل ما يمر به. ومن يصنع هذا التوازن بين الصمود والتكيف، يكون قد وجد الطريق الأعمق نحو حياة أكثر حكمة واتزانًا ورضًا.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية