
بقلم / علي سعد الفصيلي
لا تزال مشروبات الطاقة تستهوي شريحة واسعة من المستهلكين، وفي مقدمتهم الشباب، رغم التحذيرات الصحية العالمية من مخاطر الإفراط في تناولها.
ورغم التحركات التنظيمية التي اتخذتها الجهات المعنية للحد من انتشارها، إلا أن تأثير التسويق الواسع لها جعل هذه المشروبات جزءاً من نمط الحياة السريع لدى الكثيرين حتى باتت لهم بديلاً عن النوم والراحة، ووسيلة مزعومة لزيادة النشاط والتركيز.
وفي وقت سابق، ألزمت وزارة البلديات والإسكان محال بيع المواد الغذائية بوضع مشروبات الطاقة في ثلاجات مستقلة مع وضع تحذيرات صحية بأضرارها ، غير أن الالتزام بذلك تراجع تدريجياً حتى اختفى في كثير من المحال دون متابعة فعّالة أو معالجات بديلة.
وفي ظل هذا التراخي التنظيمي، تتوالى التقارير الطبية التي تكشف حجم المخاطر الصحية المرتبطة بهذه المنتجات، فقد نشرت صحيفة إندبندنت تقريراً عن حالة وفاة لرجل في الخمسينيات من عمره كان يتمتع بصحة جيدة قبل أن يصاب بسكتة دماغية مفاجئة، وأظهرت الفحوصات ضعفاً في الجانب الأيسر واختلالاً في التوازن وصعوبة في البلع والكلام، واكتشف الأطباء أن المريض كان يكثر من تناول مشروبات الطاقة يومياً، وهو ما عزز قناعتهم بأن استهلاكه المفرط كان عاملاً رئيسياً وراء إصابته المفاجئة.
بينما أوضح أطباء في مستشفيات جامعة نوتنغهام البريطانية أن الإفراط في تناول مشروبات الطاقة قد يكون عاملاً مباشراً في زيادة احتمالات الإصابة بالسكتات الدماغية نظراً لاحتوائها على كميات عالية من الكافيين ومركبات ترفع ضغط الدم بشكل خطير، ودعا الفريق الطبي إلى تشديد الرقابة على تسويق وبيع مشروبات الطاقة الموجّهة للشباب والتي تروج لصورة غير واقعية عن فوائدها.
وبين انتشار تسويقي لا يتوقف وتحذيرات طبية تتزايد، يبقى وعي المستهلك هو خط الدفاع الأول، فمشروبات الطاقة ليست مجرد عبوة لامعة في متناول اليد، بل منتج يحمل في مكوناته مخاطر قد لا تظهر إلا عندما يفوت الأوان.
عسير صحيفة عسير الإلكترونية