ليس هناك أجمل من أن تشارك محتاجا حقيقيا فرحته ، تقف بجانبه ، وتمنحه قبلة مستحقة ، تسنده لأن يضع قدمه على درجة جديدة ما كان ليقف عليها لولا أن كنت بجانبه لحظة بلحظة ، وهاهي جمعية الإعاقة الحركية للكبار تقف بجانب 152 عريسا من ذوات وذوي الإعاقة الحركية عبر مشروع الزواج الذي تقدمه في دورته الثانية في عمل إنساني عظيم يستحق كل فرد من هذه الجمعية أن نمنحه – نحن المشاهدون والمتابعون – قبلة على الرأس وندعمه وقت حاجته لنا ولو و لو بكلمة بسيطة أو إشادة مستحقة ، فهم على مشروعهم العملاق حملوا لنا رسالة اطمئنان بأن قلوبنا مليئة بالحب والعطف والأحاسيس الرائعة والمشاعر الطيبة . استوقفني في هذا الاحتفال فتاة تدعى ” أمل ” سليمة تماما من أي إعاقة ووافقت على الزواج من رجل معاق من خارج منطقتها وقالت ” ما يهمني أن عقله سليم وقادر على التفكير والإبداع ولا يهم إعاقته الحركية فكم من معاق أفضل من سليم معافى ” ولها أقول :- أنا ممتن لأرض أنجبتك ، وفخور بك ، ولا غرابة في موقفك – أليس اسمك ” أمل ” – .
-” كان الحادث عاديا وطبيعيا ، ولا يمكن أن نتعامل معه بقسوة أو نمنحه أكبر من حجمه فسكتنا الحديدية على اتساع خطوطها ، والضغط المتواصل عليها في أفضل حال ، فالسلامة في قطارات المملكة أدنى من نظيرتها الأوربية بـــ ” قليل ” ، ولعل تدحرج العربتين في مسار قطار الدمام – الرياض كان ناتجا لخطأ بسيط ، والدليل أن المحصلة انحصرت في وفاة خمسة عمال وإصابة سادس بإصابة خطيرة ” . هل تبريرات مسئولينا السابقة هي المنتظرة عن حوادث سكة الحديد والتي لم تخرج عن ” الخطأ البسيط ” ، والتمجيد لوسائل السلامة المتبعة ، والاكتفاء بالمقارنة مع الآخرين ، لدينا خط سكة وحيد ويتيم وفقير مع احترامي للتصنيف العالمي الذي وضع مستوى السلامة لدينا في درجة المتوسط ، فقد كان طيبا ومجاملا ولا يريد أن يصدمنا ويحبطنا على ما نعتقد أنه عمل مثالي ومنجز هائل بينما هو يرى أن السلامة ان يكون تصنيفنا في المتوسط لأنها منطقة دافئة ترضينا عنه ، وترضي مسئولينا فلا تحمسهم للأعلى مطلقا وان حدثت عودة للوراء قالوا أن الآخرين الخبراء اعترفوا بأن مستوانا في المتوسط !! .
-في الأيام القادمة يترقب السعوديون ثبات بدل غلاء المعيشة وان كنت أقترح أن يكون استبدال مسمى هذا البدل قبل ان أطالب بتثبيته ، لأن التجار فهموا هذا البدل بالخطأ ، فحاولوا بشتى ما يملكون أن يذهب هذا البدل لجيوبهم بطرقهم التي لم تفلح وزارتنا المعنية بهم في إيقافهم ولا إيقافها لان ” الوجوه من الوجوه تستحي” ، ولعل الاسم المقترح أن يكون بدل ” جشع التجار ” ، أما قضية ثبات هذا البدل فالمعيشة ترتفع بشكل جنوني والبسطاء الذين يلتقون بهذا البدل عبر ما يعادل علبة حليب هم الأكثر احتياجا وانتظارا وترقبا لأن يظل هذا البدل معهم ، العيش ثلاث سنوات – بمعية هذا البدل – وترتيب جزء من ميزانيات الأسر البسيطة من خلاله والاعتماد عليه رغم ضآلته لسد ولو ثغرة من ثغرات المعيشة ثم فقدانه فجأة ” يشبه الفاجعة” . ثباته ليس مستحيلا وأنا أثق بمن منحنا إياه ذات لحظة ارتفاع معيشي مخيف أن يضعه على طول طريق الحياة ، ما لا أثق فيه مطلقا أن يقف التجار عن تلاعبهم بأبناء أرضهم ومواصلة جشعهم الذي لا يبرره مواطن صالح عاقل >