تصادمٌ وتضارب , تشنجٌ وتعنت , كساد ٌ أخلاقي واجتماعي . هذا ما آلت إليه فلسفة إن لم تكن معي فأنت ضدي ؛ والتي ما زالت تسوس وتنخر في روابط المجتمع بل وفي الأمة الإسلامية قاطبة .
فلا تكاد تجد صاحب فكرة أو اتجاه أو قضية , إلا من يحمل مثله على طرف النقيض .
وفي الأصل الاختلاف أمراً طبيعي فكل شيء في هذا الكون تجد بالمقابل له الضد .
إلا أن أصحاب العقول المتحجرة ” الدوغمائية ” ترفض هذا الآخر فها نحن نرى ونسمع في ميادين شتى المناظرات والمهاترات العقيمة التي لا تبرم صلحاً ولا تحل قضية ولا تحمل غنيمة تذكر ؛ سوى زيادة عمق الخلافات وبعد المسافات .
وإنما هي محاولة إقصاء وإفحام الآخر ؛ فإلى متى يضل الاختلاف خلاف .
لا بد أن نتفكر ملياً ونُعمِل عقولنا ونعترف بالأخر, ولا أ قصد بذلك أن نتنازل عن مبادئنا أو أن نذوب في غيرنا , بل أن نتعايش مع المخالف ونجتمع معاً على المسلمات المتفق عليها ونترك ما أُختلف عليه جانباً مع المحافظة على هويتنا ومنهجنا الذي آمنا به.
وكل ذلك من أجل حقن الدماء وزيادة النماء وليعيش الجميع بهناء . >